دعونا نعتمد حسن النيات الافتراضي لدى الجميع، على قاعدة أن لا أحد يرضيه أن يهدم بيته، لنسأل: ما الذي يحصل وإلى أين يمكن أن تصل الأمور..؟! وإذا كانت النيات حسنة أما آن الأوان لنعطي الأولوية لوجعنا القادم من حالة الوطن، على الوجع القادم من ناحية الموقف والرغبات السياسية؟.
لا يصدق العقل أن تولد في السوريين هذه القناعة بالحلول الدولية لقضية، هي قضيتهم؟! ولا يعقل أن يتمسكوا بالتدخل الدولي وأصحابه يندهون كلما حسنت نياتهم: الحل عندكم!! ولا حل ما لم تقدموا أنتم على تبنيه!.
هل أصابنا عمى البصر والبصيرة..؟!
هل ثمة بيننا من لا يرى إلى أين وصلت الحلول الدولية بكل البلدان التي تبنتها؟ أو فرضت عليها وهو الأصح؟. أفغانستان.. يوغسلافيا.. العراق.. ليبيا.. الخ؟! ثم نسأل: هل خرجت دولة أو شعب أو أمة من مأزق لها إلا بعد أن خرجت من الحلول الدولية إلى الحلول الوطنية القومية.
متى انتصرت ألمانيا لتعيد توضعها كواحدة من أهم دول العالم..؟!
متى..؟!
وإن كانت ألمانيا مازالت تعاني في حريتها السياسية، فهو نتيجة الذي مازال عالقاً فيها من الحل الدولي.
لكن ألمانيا خاضت حرباً وخسرتها، ونحن لم نفعل.. وإذ هي أعادت بناء ذاتها بهذه العظمة أليس جديراً بالسوريين أن يفعلوا شيئاً من ذلك أو يقتربوا منه وهم لم يخوضوا حرباً بعد.. ولم تثمر الحلول الدولية في تقسيمهم إلى كيانات وهمية لا تحتاج إلى مسطرة أو قلم.. هل يترك لنا أن نفعل..؟!
استمعت بالأمس لما قاله المدعو عبد الباسط سيدا، فأشعرني بالغروب السوري! لم يستطع أن يقدم كلمة واحدة ترسم ولو وهماً خطوة واحدة جديدة.. بل وقف يلوح برايات الغرب، وعباءات الخليج، ونفاق حزب العدالة والتنمية في تركيا، وبيانات مؤسسة العجز التاريخي، جامعة الدول العربية!!.
عجيب.. هل افتقدنا لغة نتخاطب بها..
ذاك هو السر الراهن لتمادي الأزمة وتفشي آثارها..
سوريون يعولون على الحلول الدولية.. لا بل يحددون لها موعداً «بعد الانتخابات الأميركية».. لا أدري لماذا هذا الموعد البائس اليائس الافتراضي الناجم عن التحليلات السطحية والكلام الإعلامي؟!.
ودول تعول على التحرك السوري لأن السوريين هم أصحاب الحق والفعل للوصول إلى الحل..
حالة غريبة تشبه الدويخة.. وإلى أن تهدأ، لنوظف كل شيء لاستمرار البلد ومنع خرابه.
أليس غريباً أن يرى سوريون في خراب بلدهم انتصاراً لهم!! هل في المكائد أخطر من ذلك..؟!
As.abboud@gmail.com