تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القطاع الثالث ..

حديث الناس
الخميس 7-6-2012
قاسم البريدي

ليس سرا أن أغلب الجمعيات الأهلية لا تزال تعمل بعقلية الستينات في وقت ترتقي جمعيات أخرى لمنطق العصر لكن عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ..وبالمقابل نجد المنظمات غير الحكومية في الدول الصناعية لا تقل أهمية عن المنظمات الحكومية وتسمى القطاع الثالث بعد القطاعين العام والخاص وشهدت نموا متسارعا في القرنين الماضيين،واستحوذت على حيز مهم من الثروة الوطنية فيها بما تملكه من أصول وبما توفره من خدمات اجتماعية في مجالات حيوية عدة كالتعليم والصحة والثقافة والفنون والبيئة والبحث العلمي وحقوق المستهلك والأسرة ورعاية الطفولة ،وغيرها من الخدمات والمنافع العامة.

والمشجع أنه تم الثلاثاء الماضي إقرار الحكومة السابقة لمشروع القانون الخاص بتأسيس وترخيص المنظمات غير الحكومية وإحداث هيئة وطنية عامة خاصة بها تحدث لها فروع في المحافظات.‏

وبانتظار مناقشة مواد المشروع في مجلس الشعب قبل صدوره بشكله النهائي ، فإن الفرصة لازالت مفتوحة لإبداء الرأي إذ من الخطأ الاعتقاد أن جميع الجمعيات ستتطور وتتأهل لعقلية العصر وتصبح كلها جمعيات تنموية فاعلة والروتين الذي كان يمنع سرعة اشهارها قد تغير بين ليلة وضحاها .‏

والنقطة الأخرى أن مشروع القانون سمح لهذه المنظمات أن تمارس نشاطاً تجارياً وتخضع بموجبه للقانون التجاري وعائد الأرباح المتحقق يعفى من الضريبة باعتبارها أموالاً عامة ، وما يخشى هنا أن يساء فهم عمل الجمعيات والخلط بين عملها التنموي والخيري إذ لا يمكن أن نطلب من جميع الجمعيات أن تعتمد على ذاتها دون الدعم الحكومي الذي يأخذ أشكالا مختلفة كالاعفاءات الضريبية وتلقي منح من الحكومة المركزية إضافة إلى دعم السلطات المحلية.‏

أما الجانب التنموي والمهم جدا فهو شديد الحساسية لأن غاية المشروعات والأنشطة بالأصل ليست ربحية إنما تقوم هذه الصيغة على أساس وقف أموال معينة من العقارات أو المنقولات للإنفاق من ريعها على أغراض خيرية و منافع عامة, كإنشاء المستشفيات أو المدارس أو الجامعات أو مراكز بحث أو الأندية الرياضية وغيرها وذلك لتغطية نشاطاتها اعتمادا على الذات ، إضافة للشراكة مع القطاعين الآخرين (العام والخاص ) في عملية التنمية البشرية،وامتصاص البطالة والعمل على تحقيق الرفاهية الاقتصادية للإنسان والوصول إلى التوزيع العادل للدخل.‏

وللقضاء على الحساسية للمشروعات والأنشطة لابد من المراقبة والمتابعة من الهيئة الوطنية المنتظرة ،وهذا يتطلب توصيفا دقيقا للخدمات والسلع التي يمكن أن تقدمها أو تنتجها كل جمعية بما يتناسب مع أهدافها وفي جو لا تجاري ولا ربحي من جهة ، وتوفير التدريب والخبرات المناسبة لأعضاء الجمعيات وقياداتها من جهة ثانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1046
القراءات: 950
القراءات: 1018
القراءات: 1006
القراءات: 924
القراءات: 1025
القراءات: 963
القراءات: 953
القراءات: 976
القراءات: 984
القراءات: 973
القراءات: 974
القراءات: 3855
القراءات: 961
القراءات: 979
القراءات: 1035
القراءات: 1014
القراءات: 966
القراءات: 983
القراءات: 1112
القراءات: 1008
القراءات: 1615
القراءات: 1056
القراءات: 1017
القراءات: 1019

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية