فالولايات المتحدة تكشف أنها غير قادرة على الاستفادة من أخطائها في التعامل مع الشعوب من جانب ومع عملائها من جانب آخر، ورغم إخفاقاتها في أكثر من دولة في بناء جسور ثقة وصداقة على أساس المصالح المشتركة والحفاظ على السيادة والخصوصية، فإنها تعيد تجربة محكوم عليها بالفشل مسبقاً في تسمية وفد المعارضة إلى مؤتمر جنيف2 حيث أقرت من جانبها أن يكون ائتلاف الدوحة هو الإطار الذي يمثل المعارضة التي تجلس بمواجهة الحكومة على قدم المساواة ومستوى الندبة في التباحث.
فالإدارة الأميركية تتجاهل حقائق كثيرة على الأرض سواء داخل سورية أوخارجها، وهي تعطي الحق لمجموعة طارئة تم تشكيلها قبل سنة واحدة في فنادق الدوحة على أنقاض مجموعة فنادق استنبول التي فشلت في تنفيذ أي مخطط طلب إليها.
ثمة تنظيمات سياسية واجتماعية عمرها عشرات السنين بغض النظر عن حجمها- تكتسب تجربة وخبرة وحضوراً لكن الإدارة الأميركية تسعى إلى استرضاء المملكة السعودية ووزير خارجيتها الذي طلب إلى جماعة ائتلاف الدوحة أن لايضم الوفد الذاهب إلى جنيف2 أي شخص يغرد خارج سرب آل سعود، الأمر الذي يشير إلى استمرار مساعي آل سعود في تخريب المؤتمر وإفشاله له بعد أن فشلوا في منع انعقاده لكن السؤال الذي يواجه الإدارة الأميركية هو: كيف يمكن لقرارات دولية وتوصيات من التنفيذ في ظل عدم وجود ممثلين لكل المجموعات المعارضة! وهل يملك ائتلاف الدوحة القدرة على إلزام حتى أعضاء مجلسه قراراته وتوصياته.
إنها الحفرة التي لاتحيد الإدارة الأميركية عنها أو أنها المعرفة بطبيعة الأعراب وهي لا تهتم لدمائهم أبداً...