تفاهمات أستنة والعدوان التركي
نافذة على حدث الاثنين 25-12-2017 محرز العلي جولة أستنة الثامنة انتهت مع حدوث بعض التقدم في بعض القضايا مثل التوافق على مؤتمر سوتشي للحوار السوري السوري وتحديد موعده وتم التأكيد في البيان الختامي على سيادة ووحدة الأراضي السورية وهو ما يعد تقدما جيدا فيما لو التزمت جميع الأطراف بهذا البيان ولاسيما الدول الضامنة وتحديدا تركيا التي تراوغ في سياستها تجاه سورية.
المراوغة التركية تتجلى في أنها توافق على التفاهمات التي تصدر عن أستنة وتعمل بشكل مخالف لها فالتأكيد على السيادة السورية من المفترض ان تلتزم به تركيا لكن ما يحدث على ارض الواقع ان نظام اردوغان خرق ذلك وادخل قوات تركيا إلى الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية وهو ما يعد انتهاكا للسيادة وعدوانا موصوفا على السوريين، الأمر الذي يعكس النوايا العدوانية لنظام اردوغان ومحاولته إفراغ التفاهمات من مضمونها وذلك في إطار سياسته العدائية تجاه سورية منذ سبع سنوات وحتى الآن.
سياسة اردوغان العدائية وخرقه للتفاهمات الموقعة تشجع الإرهابيين على الإمعان في جرائمهم بحق السوريين وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على سياسة عدوانية لايمكن الوثوق بها وبالتالي إصراره على عرقلة الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للازمة المفتعلة في سورية عبر دعمه للعصابات الإرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة التي من المفترض ان يحاربها حسب تفاهمات استنه.
تواجد القوات التركية وغير التركية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان على سورية يستدعي من الدول الضامنة الضغط على اردوغان لتنفيذ التفاهمات وسحب قواته فورا وبغير ذلك فان هذه الاجتماعات لن تحقق أهدافها في دفع العملية السياسية وصولا إلى حوار سوري سوري يحقق تطلعات السوريين وفي مقدمتها الحفاظ على السيادة والاستقلال وستبقى المنطقة في حالة من التوتر والغليان وخطر الحروب الكارثية نتيجة المراوغه التركية.
mohrzali@gmail.com
|