تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاغنى عنه

رؤية
الأثنين 7-5-2012
سعاد زاهر

لست أدري اذا كان الفعل السياسي المتغير المرتهن للآني بتحولاته المذهلة أحيانا.. هو ما يبعد المثقف عن الدخول في الحقل السياسي... اذ إنه مغاير للثقافي الذي يتمتع بثبات نسبي يرتبط بالانتاج المعرفي لكل مبدع أو مفكر...

مجلس الشعب أهم المجالات التي يمكن للمثقف الحقيقي أن يعطي فيه بشكل متفرد حين يوجد مجال قادر عن تحويل نظرياته الجافة الى فعل سلوكي مؤثر.. ولكننا نلاحظ حالة من الجفاء بين المثقف والبرلمانات الشعبية... من خلال قلة أعداد المرشحين...وكأن المثقف يعتبر أن دوره يقتصر على الغوص بعيدا في عالمه الفكري مكتفيا بنخبوية مزيفة...‏

إذا بقيت أفكاره حبيسة الأوراق.. ولم تترجم الى سلوكيات فعلية... فكيف ستؤثر فعليا في المجتمع...اذا بقيت مجرد أفكار تتلقفها أياد قليلة... سرعان ما تنفض عنها... كيف يمكنها أن تؤسس لمنظومة معرفية مجتمعية تكون قاعدة يستند عليها سياسيا في بناء أهداف ومهمات تخوض في التوعية وإشغال الفكر..‏

لايمكننا أن ننكر أن ما نعيشه مؤخرا في سورية أثبت أن هوة كبيرة تفصل بين المجتمع من جهة والثقافة بمثقفيها وفكرها من جهة أخرى... الأمر الذي يحيلنا الى ضرورة انخراط أكبر للمثقف في مجتمعه...‏

وباعتبار أن تغيير الذهنية والعقل وأنماط الوعي يحتاج الى مثقف من نوع خاص فمن هنا تأتي أهمية حضورهم على المستوى الشعبي.. ولكن لماذا ينكفئ المثقف على ذاته نادباً.. مجافياً....‏

ألا يفقد مبررات مشروعه الثقافي اذا بقي بعيداً عن صدى الناس ونبضهم ولم يتعانق مع حياتهم الواقعية ولم يؤثر بأي شكل من الاشكال في سلوكهم... حينها ما الذي يتبقى من مشروعه ألن يتحول الى مجرد تنظير... فارغ لامعنى له...‏

لست أدري ان كان هذا الزمن الذي نعيشه هو الذي ظلم المثقف أم أن المعطيات المجتمعية جميعها هي التي ادت به الى هذا الحال مستسلماً، عاجزاً... ليضيّع فرصة ثمينة لنمو الفعل المعرفي الى جانب السياسي...‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11449
القراءات: 916
القراءات: 980
القراءات: 928
القراءات: 1098
القراءات: 927
القراءات: 942
القراءات: 912
القراءات: 919
القراءات: 951
القراءات: 964
القراءات: 935
القراءات: 963
القراءات: 974
القراءات: 1007
القراءات: 1035
القراءات: 1020
القراءات: 1033
القراءات: 1010
القراءات: 1119
القراءات: 1026
القراءات: 1067
القراءات: 1076
القراءات: 1083
القراءات: 866
القراءات: 933

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية