تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أيهـــا المشـــفقون!

الافتتاحية
الاثنين29-6-2009
بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

اجتماعات واتصالات ولقاءات من كل الاتجاهات، لا شك أن ثمة أجواء في العالم تتيح فرصة للأمل بعد سنين عجاف أظلمت فيها الدنيا أمام البشر.

إلى أين نمضي، وإلى أين تمضي بنا كل هذه الاجتماعات؟!‏

في منطقتنا ثمة ما يدورون حوله.. ثمة وهمٌ يحدوهم في ذاك الاتجاه.. وهمٌ يتخيلون فيه أن مشكلة المنطقة هي في وجود منظمة أو منظمتين للمقاومة.. وقوة أو قوتين تدعمهما.. فإن توقف ذلك انتهت الأمور إلى الاستسلام؟!‏

في إطار ذلك يتخيلون أن إحلال الهزيمة بالتخلي عن فعل المقاومة سينهي مفهومها ويعدم مستقبلها، ويجندون من أجل ذلك دهاقنة السياسة وأدوات الحرب لديهم.. التهديد.. الوعيد.. القتال.. الحرب.. الحصار.. التجويع.. وحتى ظلم ذوي القربى وخروجهم على واجبات أخوة الدم والتراب.. فماذا يتوقعون..؟!‏

ثم..الحوار..؟!‏

أي حوار هذا..؟!‏

ثمة جريمة مستمرة ليس لها مثيل في التاريخ البشري، شاهدها ما يشهده قطاع غزة يومياً وفلسطين دائماً.. وأبعد .. وأقرب.. إلى حدود الأمة.. ويدورون بالمسألة «محادثات.. مفاوضات... ولقاءات...» حتى أصبح السائد أن الإشكال أن نتصالح نحن، وليس الإشكال أننا نواجه عداءهم وظلمهم وجريمتهم.. ويمضون في سياستهم وكأن في الذهن السياسي الدولي وتبعاً له العربي.. أن الأمور ستحسم إن خرجت حركة حماس مثلاً أو حزب الله من المعركة.. فتكون الهزيمة الأخيرة للمقاومة..‏

لكن.. لنسأل التاريخ عن يوم حققوا فينا أكبر هزيمة في الخامس من حزيران 1967.. ماذا كانت النتيجة؟! هل هزمت المقاومة فكراً وأدوات أم ولدت..؟!‏

هي لم تولد نتيجة الهزيمة، كانت موجودة في الإرادة وانطلقت، ولهم جميعاً أن يقدروا حجم ما أحدثته تلك المقاومة في كل العالم.. ثم إذ أخرجوا بعضها من المعركة.. هل انتهت؟!‏

أستحضر جواباً مما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد من أن أبناء الجيل الجديد شباب الأمة وأجيال المستقبل أكثر إيماناً بالمقاومة من الذين سبقوهم..؟! وأبني عليه أن الشعب الذي أوجد حماس وحزب الله وفتح والصاعقة والشعبية والقيادة العامة... ويوسف العظمة وعمر المختار وعبد القادر الجزائري وجمال عبد الناصر.. وحافظ الأسد.. وبشار الأسد..لن يستسلم ولن تنضب إمكاناته عن الولادة والتجدد والخلق.. فلماذا يسلكون الطريق الطويل؟!‏

يريدون السلام..!‏

ونحن نريد السلام..‏

هل يقدم ما يجري في غزة وفلسطين دليلاً على نيات السلام..؟!‏

نريد جواباً واضحاً.. لا نريد دموعاً في جنازة أطفالنا.. ولدينا كل المبررات ألا نصدق أحداً بعد، لكن..‏

نريد أن نتفاءل..‏

سنتفاءل عندما تصفو نيات القوى العالمية.. فيقتربون من الحقيقة كما هي وليس كما يريدونها، أو بالأحرى كما يتخيلون امكانية أن تكون..‏

كل هذه المماحكات والمحادثات والمطولات والخطابات والبيانات لن تغير في الأمر شيئاً.. لا بد من مواجهة الحقيقة كما هي..‏

فإن كان السعي للسلام.. فهم يعرفون مستحقات السلام، هل يقبل عاقل سلاماً مع الاحتلال.. مع الحصار.. مع العدوان؟!‏

كل ما يطيل الأمد على ما يعانيه الفلسطينيون والجولانيون وعلى احتلال الأراضي وصلافة المحتل.. هو عمل معاد للسلام ويخل بإمكانات تحقيقه ولو كان «اجتماعات مطولة تمهد لتمهيد يشكل مقدمة لتصورات حول مشروع خطة للسلام...الخ»؟!‏

أيها المشفقون.. ماذا تفعلون..؟!‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

جمال  |    | 29/06/2009 13:25

عقلية إسرائيل لا تتطابق مع مفهوم السلام . فالصراع صراع وجود وليس حدود.. انه كلام المقاوم الاول الرئيس الراحل حافظ الاسد .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 29/06/2009 14:40

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : اجتماعات ، اتصالات ، لقاءات في كلّ الاتجاهات ، وتسأل المشفقين : ماذا أنتم فاعلون ؟! وبهذا أتساءل معك وأقول : 1 - طلبت في تعليق الأمس أن نحرق المراحل لاختصار العمر الزمني للمرحلة الانتقالية الفاصلة بين (ثقافة الهزيمة) و (ثقافة النصر) ، واليوم أؤكد مرّة أخرى على إعلامنا الملتزم التصدي لهذه المهمة الشاقة ، ولا أشكّ بمقدرته على حمل الأمانة ؛ 2 - أرى أن المقاومة هي شكل من أشكال الحرب وليست بديلاً عنها ، ومن يريد النصر عليه أن يتوسع في خياراته وأعماقه الاستراتيجية ؛ 3 - انتصار المقاومة الوطنية في جنوب لبنان وغزّة فلسطين أزاح القناع عن وجوه المشفقين والمنهزمين ، وهؤلاء لا يريدون كشف المزيد ، وبالتالي لا يريدون المزيد من انتصارات المقاومة لأن الشعوب لا ترحم !

مهند فؤاد الحريري / الدوحة |  mf.alhariri@hotmail.com | 30/06/2009 16:37

عزيزي الأستاذ أسعد ، ينقل بعض الكتاب الإسرائيليين عن مسؤول فلسطيني رفيع من السلطة الوطنية قوله للإسرائيليين : نحن نلتقي معكم ونتفاوض وبيننا عيش وملح ، ونتعانق ونتعاون أمنياً ومع ذلك لا تعطوننا شيئاً أما حماس التي تضربكم بالصواريخ فتخطبون ودها وتعطونها ما لا تعطونا ! هل وصلت الرسالة ؟

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية