من قبل موجوداً بكثافة إلى جانب الفيلم الطويل وكانت جميع الصالات تفتح به عروضها وتعرض فيلمين أو ثلاثة قبل الفيلم الروائي الطويل, وكانت جهات عدة تسهم في إنتاج الفيلم القصير وليس مؤسسة السينما وحدها, ومنها التلفزيون وقسم السينما ووزارات ومؤسسات متعددة, وكان منها الروائي والوثائقي والدعائي والسياحي.
ولكن التحولات السينمائية ذهبت بهذا النوع من الأفلام, وتقلص إنتاجها إلى درجة التوقف في بعض السنوات.
والمهم أن عجلة الأفلام القصيرة عادت للدوران واللافت أنها - باستثناء فيلم واحد - لمجموعة من السينمائيين الشباب الذين يقدمون أنفسهم للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة, وهي خطوة إيجابية من مؤسسة السينما في توفير فرص وتجارب للسينمائيين الشباب, وتنم الأفلام التي شاهدناها عن مواهب واعدة وهي بالطبع تحتاج إلى فرص أخرى لصقل تجربتها وزيادة خبرتها.
وقد عرضت الأفلام القصيرة المشاركة في مسابقة المهرجان عروضاً خاصة مستقلة عن الفيلم الطويل ليكون لها كيانها المستقل, وقد لاحظنا أنها تحظى بجمهور خاص, يمكن أن نطلق عليه الجمهور المخلص للسينما, بل ويفوق عدد المشاهدين الأفلام القصيرة عدد مشاهدي الأفلام الطويلة.
نتمنى إعادة الحياة إلى الفيلم القصير, لأن هذا النوع من السينما لا يزال موجوداً في كل بلاد العالم وله مجالات عرضه الخاصة في المناسبات أو التلفزيون والأسابيع الثقافية والمهرجانات العربية والدولية, ويمكن للفيلم القصير أن يؤدي دوراً ثقافياً وإعلامياً مختلفاً عن دور الفيلم الطويل والوسائل الثقافية المتنوعة.