تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوم عصري جداً..!

رؤية
الاثنين 29-9-2014
سعاد زاهر

ما أن نستيقظ... ربما حتى قبل أن نغسل وجوهنا نهرع نحو الكمبيوتر لنرى بعض المعلومات، أو شيئا ما.. ليس بالضرورة فائق الأهمية.. أو أمرا مستعجلا لاينتظر... قد يركبنا رعب العفاريت إن وجدنا النت مقطوعا،ونسارع بكل الوسائل إلى استعادته، حتى لانتيه بدونه لم ننس البدائل.....!

ما إن نأخذ الجرعة العصرية الصباحية حتى نسارع إلى إغلاق الكمبيوتر ونهرع إلى الهواتف النقالة لإطفاء المنبه الالكتروني فقد استيقظنا بدون رنينه المزعج...‏

ساعتنا البيولوجية أدت عملها رغم عدم ثقتنا بها واعتمادنا على المنبه الالكتروني.. غالبا !!‏

أغلبنا.. وبعد انتظار مضن لمواصلات بدائية لم تراع تسارع العصر ومتطلباته.. فتأتيك متدللة على مهلل.. تمتلئ بحمولتها الثقيلة.. تسابق السلحفاة... كثر لم يتمكنوا من حل معضلة الطريق إلا ببعض الألعاب الالكترونية التي زرعوها على هواتفهم.. علها تخفف طول المسافات وقسوتها...‏

فقلب المدينة النابض يختار زبائنه بعناية.. وبيوتنا هربت هي الأخرى منا تاركة إيانا في العراء.. لتتلقفنا الضواحي.. وهي الأخرى متيقظة إلى أن يحين أوان لفظنا.. أي مكان ليس آمنا بعد...!‏

ما أن نصل إلى عملنا وحتى قبل أن نشعل الإضاءة نهرع إلى تلك الأجهزة الالكترونية البدائية لنديرها كمن وجد روحه أخيرا.. ودائما نشعر بالامتنان لوجود النت.‏

نجلس معه وكأنه اعز أصدقائنا.. ألا يقبعون خلفه أيضا إن أرادوا محادثتنا.. أولئك الذين هلعوا باكرا وغادرونا بحثا عن مدن بديلة..!!‏

ومحادثاتنا متنوعة تبدأ من الفيس وتلك الكلمات الشاعرية التي يمكن أن تنطق بها أصابعنا، إلى تويتر وجمله المقتضبة.. وتنتقل إلى السكايب.. حسب قوة البث الالكتروني وشدته.. ولكن أليست خياراتنا كثيرة ومتنوعة...؟‏

الوجود البشري حولك يبدو عبئا.. وأنت غارق في تلك القطعة الحديدية التي تبدو لمن لايعرفها جامدة -مملة.. لكنها في حقيقة الأمر أسرتنا واستولت علينا وتحولت إلى روح نابضة بكل ما تشتهي من أشكال التواصل.. تغرقك وتستولي عليك وتصهرك بمعالم عصرية.. وتمسك بك عميقا دون أن تترك فرصة الإفلات..‏

فيما سبق كنا نعاني ان ابتعدنا عنها.. مبدعو التكنولوجيا سرعان ما استدركوا الأمر.. ووافونا على عجل بهواتفنا الذكية تلك التي نمسك بها بإصرار عجيب...‏

حالة تكنولوجية فائقة الذكاء تحيط بنا.. أجهزة عبقرية تعطيك العالم دفعة واحدة بين أيديك...‏

كل ماحولنا يعطينا فرصة لتحرك مبتكرا.. ونحن ماالذي نفعله.. بها..؟‏

كيف نتحرك..؟‏

لماذا كل الزخم الراجع..‏

لماذا كل هذا التخلف المرعب..؟‏

لماذا تقلصت عقولنا وحجمت مداركنا..؟ وتحددت آفاق الرؤية.. لماذا أصبحنا هكذا مهمشين منبوذين...؟‏

هل خذلنا كل التطور؟ هل نتقصد أن نعيش عكس الحالة التكنولوجية المحيطة بنا عن عمد..؟‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11337
القراءات: 862
القراءات: 918
القراءات: 871
القراءات: 1040
القراءات: 868
القراءات: 892
القراءات: 849
القراءات: 858
القراءات: 891
القراءات: 908
القراءات: 883
القراءات: 912
القراءات: 917
القراءات: 949
القراءات: 979
القراءات: 962
القراءات: 977
القراءات: 950
القراءات: 1056
القراءات: 964
القراءات: 1015
القراءات: 1022
القراءات: 1034
القراءات: 815
القراءات: 879

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية