لم يعد شيء يثير شهيتنا للنطق مجددا..!
قارنا بين الماضي والحاضر كثيرا... راودنا أمل كبير أن تمضي مشقات دهرنا...وحلمنا أن ننقض بثقة على الزمن غير عابئين بومضاته الخبيثة...
لايزال الشجن يداهمنا.. وكأن كل هذا المقت والنزف المتفجر، لم يتمكن من القبض على أرواحنا...
حتى تلك الصباحات الباهتة التي ما إن تلتمع شمسها حتى تشعر أنها ستفر باتجاه الغروب... باتت تطيل النظر إلينا، تحملق فينا ببلاهة المستنجد وكأن بأيدينا الحل...
أي تمرد نعيشه مع الكلمة..
وأي إحساس عاندنا وارتد إلينا موجعا.. ثقيلا.. وكأننا نمتطي الصخور...
عادة في أوان الحرب والنزف... تتشتت الأفكار... وتتحد الأرواح... مؤجلة انقضاضها على بعضها إلى أوان الرفاهية...
الإيقاع ذاته... الطرقات ذاتها... وحدهم البشر ونفضوا أيديهم من عبء إنسانيتهم... من عبء تقلبات الفكر وتفاعلاته...
أي هفوة قابلة للتجريم... وأي كلمة قابلة للتأويل...
وأي حركة فرصة للانقضاض بلا رحمة...
بتنا أشباه بشر...!
لاتمضي لحظة دون زجنا في كمائن، تشبه تلك التي تربض فيها الظلمة مخلفة وراءها عفن التوحش..!
هل ننكر..؟
وهل نجونا في زمن الإنكار المقيت..؟
ليت الكلمات ترجع الأشياء لحالها...
ليتها تبطىء انسحابها... عل حروفها تعود إلى مكانها المرموق.
soadzz@yahoo.com