صحيح أن للمعاصر بريقه، وقد يستلبك في حالات كثيرة رغما عنك،لكن دون أن ننكر الأهمية التاريخية والتراثية للمخطوطات، وتلك الكلمات النادرة التي لطالما شكلت تاريخاً لبلدان بأكملها ودلت على دفقا ت ارواح الذين مضوا وعلى تاريخهم بكل حالاته الفكرية والانسانية...
يبدو أن مشكلة المخطوط غالباً لم تستطع التماشي مع روح العصر فبقي قابعاً في ركنه،ينتظر من يأتي للبحث عنه، وفي هذا العصر حيث بكبسة زر توضع بين أيدينا أهم الآفكار حتى النادر منها... قلة من سيفكر بالاتجاه الأول!!
اذاً ألا تحتاج كل تلك المخطوطات الى تعامل حديث، يؤرشف، ويقربها إلى جيل.. اعتاد على كل ما هو مسطح، بعد أن عملت مؤسسات اعلامية -وحتى في بعض الأحيان- ثقافية على نشر نوعية معينة من الثقافة الهشة ليتم اعتبارها البديل عن كل ما هو عميق وغني...
في المقابل لماذا لايقوم أصحاب الثقافة الحقيقية في مواجهة كل هذه التحديات، فينكفئون ليتغنوا بالأمجاد دون ان يستلهموا رسائل فكرية الاعمق يمكنها أن تحرض الفكر والوعي.. وتبعدنا عن الاستلاب.
ألا يعتبر الاستهداف الثقافي الذي نعيشه خلال السنوات الأخيرة محرضاً كافياً للبدء؟ ألا يعتبر كل هذا التسطيح والتهميش للثقافة الحقيقية هو الآخر محرضاً كبيرا؟
ولماذا ننتظر الكارثة حتى نبدأ بالعويل على تاريخ أحرق أو أهمل....؟
لايكفي التغني بكنوز المخطوطات التي لدينا وبقدرتنا على الحفاظ عليها أو خوفنا من فقدانها أو حرقها... لابد من تفعيل طريقة التعاطي معها حتى لانكتفي بالندم... حينها!
soadzz@yahoo.com