وفي السوق المحلية تثير هذه الأسعار فضول الغالبية حتى الفقراء الذين لا يجدون ثمن خبزهم اليومي لا يترددون في السؤال عنه وفيما إذ كانت أسعاره مرشحة للارتفاع أو الانخفاض بعد أن تخطى ثمن الغرام الواحد مبلغ ألف ليرة وهذا الرقم الأخير الذي وصفه البعض من الاقتصاديين بأنه الأكثر ارتفاعا في تاريخه القديم والحديث يفترض من الناحية النظرية أن يشجع على المبيع بدلا من الشراء.
غير أن ما يتردد على ألسنة الباعة من أصحاب محال الذهب يشير إلى أن المعادلة كانت هذه المرة معكوسة فإذا كان البعض من الذين لا تكفيهم رواتبهم ومداخيلهم الشهرية قد اضطر إلى بيع كميات قليلة تكاد لا تذكر فهناك شريحة واسعة كانت قد أحجمت عن البيع وأقبلت على شراء كميات غير معتادة وهذه الحالة ربما بحاجة إلى شيء من التحليل الاقتصادي لأن الشراء قد يعني أن هناك من يحاول إدخال هذا المعدن ضمن دائرة التوظيف الاستثماري مع أن مثل هذا الأمر لم يكن مألوفا في السوق المحلية بسبب قناعة شبه متوارثة بأن استخدامات هذا المعدن تنحصر بالزينة وهو غالبا ما يرتبط بمناسبات مثل الخطوبة والزواج.. أو كهدية رمزية,و ما يؤكد هذه الحقيقة أن المصنعين في السوق المحلية هم الأكثر شهرة في دول المنطقة وفي حال تصديره فإن الاستفادة تتمثل في عائدات تصنيعه بعد أن تتحول السبائك إلى قطع فنية مشغولة بإتقان.
وبغض النظر عن كل هذا وذاك فإذا كان هذا المعدن يشهد في السوق المحلية إقبالا على الشراء فإن الذين يشترونه ليسوا من ذوي الدخل المحدود ولا من شريحة البرجوازية التقليدية وإنما هم من الأغنياء الجدد الذين حصدوا أرباحا خيالية لا علاقة لها بالعمل الانتاجي والاستثمار أو القيمة المضافة وهؤلاء لأنهم لم يتعبوا في كسب أموالهم ربما وجدوا بالذهب خيارا للاستثمار وبمنظورهم ربما هذا السؤال أشبه ما يكون بالمغامرة أو المقامرة دون النظر إلى العواقب وما نأتي على ذكره مجرد وجهة نظر قد تكون صحيحة وقد لا تكون !.