تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التاريخ شاهد..

من داخل الهامش
الإثنين 6-10-2014
ديب علي حسن

أن تحقق نصراً مؤزراً لانك صاحب حق وإردة ولانك مؤمن برسالتك التي خلقت لها، فهذا حقيقي واكيد ولكن الاكثر وضوحا وصلابة وثباتا ان تحمي هذا النصر الذي حققته وتصونه وتعمل على تنميته وتفعيله في مختلف المجالات التي تبني دورك ووطنك وتعطيك القدرة على ان تكون فاعلا في الحياة لا منفعلا فيها كما كان العرب قبل حرب تشرين التحريرية.

اليوم وبعد كل ما مر من زمن وكانه ايام او ساعات لاننا من جيل كانت في بداية الطفولة وقد شاهد صفحات من بطولات تشرين بالقرب من القرى والمنشآت وفي اماكن كثيرة ترى بعد هذا كله الا يحق لنا ان نسأل هل استطاع العرب ان يعوا قيمة النصر الذي حققوه ؟ وبالتاكيد لا اعني الشعب العربي السوري الذي اعاد للامة امجادا كانت نسيتها ونسيت كرامتها واعاد للبطولة معناها ومبناها، بل اسأل اعراب الخليج الذين لم يكن احد يعرف بوجودهم الا براميل نفط ورعاة ابل وفي احسن الاحوال اكياس مال تنفق على الملذات المحرمة في كل مواخير الليل وعفنه في الغرب في الاقبية وفي دور البغاء.‏

هل استطاع هؤلاء الاعراب ان يرتقوا الى وقع قدم جندي عربي سوري اعاد لهم كرامتهم واعطى لنفطهم وبقعهم الجغرافية مكانة وعزة ؟ بالتاكيد لا ابداً لكنهم - الاعراب سيقوا كما القطعان الى الحظيرة وليكونوا المتآمرين على هذا النصر - ليس لانه نصر عسكري وكفى ابدا بل لانه نهج نضالي وملامح حياة لاتقبل بانصاف الحلول، ولا تقبل بان نكون على هامش هذا العالم، نصر حرب تشرين كفاح عمل وثقافة ورؤى سياسية وابداعية، وولادة امة تعرف كيف تبدا من جديد وكيف تصون حقوقها وتعمل على استعادة دورها، من هنا لا ناتي بجديد اذا ما قلنا ان كل الحراك التامري علينا والذي جرى ويجري لم يكن خارج اغتيال هذا النصر بمعانيه المتنوعة موقفا وسلوكا وحياة وثقافة ومقاومة وقدرة على العطاء الخلاق.‏

منذ ايام نشرت الصحف الاسرائيلية نص وثيقة وضعت بعيد حرب تشرين وهي خطة تقضي بضرورة تدمير الجيش السوري انتقاما لحرب تشرين التحريرية وما كان من معارك بعد ذلك في لبنان او غيره ليست الا محطات للوصول الى هذه الحرب الضروس على سورية وجيشها ومقدراتها، والاغبياء وحدهم من يظنون انها وليدة عقد من الزمن فقط او هي من اجل اهداف اخرى غير تدمير سورية واعادتها ان استطاعوا الى دولة غير قادرة على العمل وتعطيل دورها.‏

حرب تشرين مستمرة اليوم وغدا في كل اداء بطولي للشعب السوري، والتامر ايضا مستمر عليها ومن ابدع في حرب تشرين وابتكر وسائل النصر وغير مجرى التاريخ قادر على ان يبتكر الف الف وسيلة وقادر على أن يحطم ادوات تآمرهم ومهما كانت التضحيات فهذه ارضنا وهذا وطننا وها نحن والتاريخ شاهد بيننا.‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 720
القراءات: 723
القراءات: 748
القراءات: 642
القراءات: 655
القراءات: 737
القراءات: 803
القراءات: 748
القراءات: 618
القراءات: 820
القراءات: 717
القراءات: 697
القراءات: 686
القراءات: 708
القراءات: 688
القراءات: 644
القراءات: 790
القراءات: 662
القراءات: 735
القراءات: 707
القراءات: 768
القراءات: 739
القراءات: 758
القراءات: 686
القراءات: 734

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية