تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المزحة السمجة لا أدري - وعيد الأضحى يعبر البلدان العربية -

معاً على الطريق
الإثنين 6-10-2014
أنيسة عبود

إن كان العرب يدركون المخطط الأميركي (الماورائي) الذي يهدف ظاهريا للقضاء على داعش بينما هم يقضون فعليا على شعوب المنطقة العربية، ويدمرون حضاراتها وثقافاتها ومصادر قوتها البشرية والاقتصادية وينتهكون أفظع الجرائم في العالم،

من أجل إنجاح مخططاتهم ..وما جرى في حمص أخيرا من قتل لأطفال عكرمة لا يدل إلا على توحش هذا الغرب وذئبيته لأن من قتل أطفال حمص هو الغرب، ومن قام بهذا الفعل هو صنيعه، وقد تربى في حضنه حتى ولو كان سوريا..فالغرب المجرم هو الذي يخطط، والشباب العربي هو من ينفذ بدمه .. والمال الخليجي يمول ..بينما الشعوب الغربية ترتع وتعربد من التخمة و الرفاهية. ثم يتحفنا هذا الغرب بنظريات الحرية والحضارة ..للأسف نحن وقود حضارتهم ونحن وقود رفاهيتهم ..ولكن لا أبرئ العربان الرجعيين ولا أبرئ عقولهم المغلقة على آلة الذبح الطائفي والعرقي.‏

تعالوا نقرأ المشهد الدامي ..ونر بأم العين ما يجري ..دم أهلنا الأكراد يسيل في سورية على طول الحدود الشمالية مع أردوغان الخبيث. والشباب السوري الكردي يذبح على يد داعش بمباركة أميركية وبسلاح أميركي ..وفي الوقت الذي تقدم فيه أميركا الورد لأكراد كردستان العراق، تقدم السواطير باليد الأخرى لداعش وإخوتها لذبح الأكراد في سورية ...وكأن الكردي الذي في عين العرب غير الكردي الذي في كردستان، التي تتحول تدريجيا للأسف إلى ولاية أميركية ..كما أن داعش التي في سورية غير داعش التي في العراق ..أي مزحة سمجة ترويها أميركا على أسماعنا؟ وأي كذبة تريدنا أن نصدقها؟ وأي إنسانية تتحدث عنها ؟ دمنا الذي يسيل هو الأصدق ..ورؤوس أبنائنا هو النبأ العظيم ..وأطفال عكرمة هم أطهار الأرض التي لوثها ساسة الغرب وصهاينته.‏

في الحقيقة لا نصدق أميركا ..ولا نثق بالغرب وكل ما يتناقله الإعلام عن رغبة أميركا في القضاء على الإرهاب هي مجرد أكاذيب وألاعيب ..وعندما يتحدث أوباما وحلفاؤه نعرف سلفا أنه لا يقول الحقيقة ..إنه ماكر ولا يمكن الوثوق به ..لأن الغرب مستعد للقضاء على البشرية جميعا من أجل إسرائيل وعيون إسرائيل التي تحفظ مصالحه والتي تعمل ككلب حراسة له في المنطقة. فهل من عاقل يأخذ كلام أميركا على محمل الجدّ ..وهل من عاقل يثق بعرب يمولون الذبح والقتل والخراب بأنهم يدافعون عن أمجاد هذه العروبة التي صارت عبئا عليهم ؟ إن المسجد الأقصى عبء على هؤلاء الذين ينصاعون للغرب ولمخططاته. كما أن القدس عبء ..وأطفال فلسطين عبء. والوحدة العربية عبء..وفي الحقيقة هم مغلوبون على أمرهم ..ويستحقون الشفقة لأن أموالهم وبترولهم يذهب لخدمة المشروع الصهيو أميركي أو ستطير رؤوس وستنكس رايات.‏

وللحقيقة نقول: إن تاريخنا العربي مملوء بالقتل والذبح، وكلما جاءت أمة ذبحت أختها ..وإذا كان لا بد من أمثلة فلدينا الكثير منها مثل أبو العباس السفاح في العصر العباسي الذي طلب من رجاله أن ينبشوا قبور الأمويين ويخرجوا الجثث ويعاقبوا تلك الجثث..ومنها جثة هشام بن عبد الملك التي نبشت وعذبت وشنقت وأحرقت وتناثر رمادها في الريح ..ويبدو أن هذه الريح ما تزال تلفح الذاكرة.‏

لأن ما يحدث اليوم يشبه الأمس ..وما أشبه اليوم بالبارحة .. هي شهوة الكراسي ..وشهوة الحكم ..وليست شهوة الحرية ولا شهوة الديمقراطية ..لكن السؤال، هل قرأ الغرب تاريخنا واكتشف ميزاتنا في القتل وحرق الجثث وقطع الرؤوس؟ لذلك سرعان ما وجد الاستجابة السريعة بين الشباب العربي الذي يتوق للسلطة والدم والحرية الحمراء؟ مع أني في كثير من الجوانب أعطيه الحق ..ولكن ليس عن طريق دم الأطفال ولا عن طريق ذبح الأوطان، والأهم ليس عن طريق الغرب لأن (عدو جدّك ما يودّك)‏

لقد جرب العرب الغرب كثيرا وظل هذا الغرب عدوا لقضايانا ..كأنه ليس الذي استعمر بلداننا وقسم أوطاننا وشرد شعبنا ..وكأنه ليس الذي أعطى فلسطين للصهاينة ولواء اسكندرون للأتراك ؟ وكأنه ليس الذي يكذب الآن ويدعي بأنه ضد الإرهاب ..لعمري إنه لكاذب وإننا نحن الضحايا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 677
القراءات: 794
القراءات: 726
القراءات: 682
القراءات: 715
القراءات: 646
القراءات: 666
القراءات: 863
القراءات: 916
القراءات: 746
القراءات: 722
القراءات: 761
القراءات: 747
القراءات: 840
القراءات: 742
القراءات: 740
القراءات: 727
القراءات: 811
القراءات: 721
القراءات: 872
القراءات: 728
القراءات: 779
القراءات: 866
القراءات: 948
القراءات: 748

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية