قدم للكتاب الرفيق عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث قال: استشرف حزب البعث منذ تأسيسه ضرورة تعميق الوعي بالهوية العربية، وكان سباقاً في ذلك، فقد ربط ربطاً وثيقاً بين اللغة العربية والهوية القومية، وقد عرّف العربي في المادة العاشرة من المبادئ العامة في دستوره بأنه: «من كانت لغته العربية، وعاش على الأرض العربية، أو تطلع إلى الحياة فيها، وآمن بانتسابه إلى الأمة العربية». وأوضح أن هذه السلسلة خصصت لمناقشة موضوع «اللغة العربية.. والنزعات الانفصالية في الوطن العربي» بمشاركة خبراء ومتخصصين باللغة العربية وعلومها، بهدف الاطلاع على توجهاتهم في سبيل إعداد دراسة علمية عن اللغة العربية والنزعات الانفصالية.
ناقش الكتاب أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية، وأكد على ضرورة التفريق بين النزعات الانفصالية ذات المنحى الثقافي واللغوي، وبين النزعات الانفصالية التي تنشأ من برامج سياسية مختلفة، وأن النزعات الانفصالية تتنامى مع المشروعات الاستعمارية والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد العربية.
يدعو الكتاب العرب إلى تطوير دور ثقافي في بناء الأمة، وتعميق الوعي بالهوية العربية وتدريب الناشئة على ترسيخ ثقافة الولاء للوطن الأم، وحماية سيادته، والاحتفاظ بالهوية والاعتزاز بالانتماء الوطني والقومي، لمواجهة التكتلات السياسية الكبرى.
يختتم الكتاب بتوصيات عدّة أهمها: وضع آليات لتعزيز الانتماء إلى اللغة العربية، واعتماد سياسات لغوية متطورة، ووضع تشريعات لحمايتها، والتصدي للنزعات الانفصالية في الوطن العربي، مع الأخذ بعين الاهتمام التنوع الحضاري كحالة صحية، كما يوصي بتعميق التواصل الثقافي واللغوي، واحترام المطالب الثقافية للمجموعات التي تشعر بانتماء ثقافي لأزمنة تاريخية محدّدة، ووضع المقترحات والخطط العملية التي تؤسّس لبرامج حقيقية لحماية اللغة العربية.. ومقاومة النزعات الانفصالية، وتعزيز دراسات المشترك اللغوي مع اللغات الإسلامية ورصد المشترك اللغوي العالمي والتجاوب معه والتفاعل داخل اللغة العربية.
تأتي هذه السلسلة رقم (1) من ورشات العمل التي تنظمها القيادة القومية ضمن سلسلة أوراق بحثية، لتكون خطوة في مجال التنسيق والتكامل مع برنامج الخطة الوطنية القومية لتمكين اللغة العربية التي تمّ اعتمادها رسمياً من قبل الدولة، كما تأتي بمثابة دليل عمل لعدد من الوزارات والجهات المعنية بهذا الموضوع.