التي كانت كخطوة أولى متفقاً عليها فيما بينهم.. و على ما يبدو انفلشت خيوط لعبتهم و خرجت من أيديهم لتصبح حالة تحدٍ و(مناقرة) واضحة و ملحوظة ما بين راغب علامة و أحلام.
هذا الثنائي لا يحيد عن تأدية دوره تطبيقاً للمقولة العامية (قلي لقلك).. و عليه فإن العين بالعين و السن بالسن و البادي أظلم.. فمن منهما البادي .. و من هو الأظلم؟
أحلام متحفّزة دائماً و على استعداد لتتلقف سلباً أي فعل أو ردة فعل من راغب.. و فيما تحاول إظهار نوع من خفة دم و هضامة تبقى خفة دمها موازية تماماً لوزنها.. ثقيلة.. وازنة.. هضامة مصطنعة تسبب عسر هضم للمشاهد فيما يراه.
حيز الاستعراض الذي بدا سمةً تطبع لجنة التحكيم.. هل يأتي من باب الغيرة و هل يستبطن (الجكر و الحسد)تجاه متسابقين يمكن لهم بعضلات أصواتهم أن يطمسوا ( أكبر راس)في تلك اللجنة..؟
ما هي حقيقة الأمر.. و ما هذه المفارقة التي يضعنا القائمون على برنامج (Arab Idol)بمواجهتها..؟
إذ كيف لمن لا يمتلك صوتاً يتساوى مع إمكانيات أبسط صوت متسابق أن يحكم عليه.. ألا يتسرب إليهم الإحساس بالصِغر و الخجل من الحكم على من هو متفوقٌ عليهم..؟
في هذه النقطة تحديداً.. تبرز نانسي عجرم فكيف حققت نوعاً من التوازن بين كونها حكماً و كونها صاحبة صوت متواضع الإمكانيات.. أم أنها ارتضت لنفسها لعب دور حمامة سلام قبالة زميلتها المتغطرسة أحلام..؟
في آخر حلقة من البرنامج قاطعت هذه الأخيرة المطرب راغب علامة لدى إعطائه رأيه في أحقية من نالوا أقل نسبة تصويت بنيلهم لكرت المرور من اللجنة.. فما كان منه إلا أن أسكتها قائلاً: لم أنتهِ بعد.. لتعود و تقول بغضب: نحن هنا في (Arab idol)لا نشتغل بتبييض طناجر.. منتقدةً دبلوماسية علامة تجاه المشتركين.. دون أن توفّر طاقات حبالها الصوتية و التي كأنها استحالت حبالاً حديدية.. و كأنما لديها لبس واضح في كيفية توظيفها لعلو الصوت و ارتفاعه.. فبدلاً من أن توفّر استخدامه غناءً تراها تبرع باستخدامه صراخاً و خطاباً مع الآخرين.
و كأنما تلك الهيئة الباذخة و المترفة في الهندام و الإكسسوار و التي تستهلك الملايين من أحلام، لم تقدر على طمس (برّيتها)في التصرف و التعامل مع الآخر..
كان حريّاً بها أن تخصص (ملاليم) من ملايين أزيائها لدخول (كورسات)تعلّمها أصول (الإتكيت).. لطالما كانت عنجهية المالك هي المحرّك لها.. فهل هناك إحساس مخفي لديها أنها بشكل أو بآخر، الناطق الفني بلسان صاحب قناة (mbc)..؟ لِمَ لا.. لطالما كان دين (المال)هو الجامع بين الاثنين.. لِمَ لا.. و أصل (البترودولار)هو سيد الموقف و له الكلمة الفصل.
عن طريق التسلل تعمل محطات (البترودولار)في تسويق فنّها.. و يُشهد لها على هذه المقدرة (الفضائية)الكاسحة في اتباع سياسة لامباشرة وصولاً إلى غاياتها.
ألا تلاحظون.. أنها تتوارى خلف عناصر فنية.. تتنكر بغير عباءاتها.. و تتذاكى باستخدام طاقات إعلامية و فنية يتوازعها قطبا الفن و الإعلام (مصر و لبنان).. و تدسّ بينهما عنصرها (العرباني).. و هو ما يبدو واضحاً و فاضحاً كنموذج في (Arab idol)..
ألا يأتي كلام أحلام في إحدى الحلقات و تصريحها دون أي حياء على أن البرنامج يجب و بشدة أن يشتمل على عنصر خليجي لدى اختيارها للمتسابق السعودي فارس المدني على حساب آخر غير خليجي.. انحازت لأصل انتمائه و لم تنحز لأصل (الصوت) و جماله.. مؤكّدةً أن ليس العرق وحده (الدساس)و فقط..
إنما (الدولار)هو أكبر (دساس)ابن ستين (دساس).