تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مَنْ الأبشع... القصفُ العدواني.. أم الفضائي؟

فضائيات
الأربعاء 8-5-2013
هفاف ميهوب

حتماً, يحقُّ لكلِّ مشاهدٍ يعي مقدار بشاعة تلك الفضائيات التي أعلنت إحجامها عن بثِّ كلِّ ما يمت بصلة للعروبة والعربية, والتي سعتْ جاهدةً  لتدريب إعلامييها ومراسليها والعاملين فيها, على أن يكونوا تابعين وناطقين بكلِّ ما استحقوا عليه جدارة الانتماء إلى الفضاءات ال «صهيو- عربانية»..

يحقُّ له أن يتساءل: يا ترى, من الأبشع.. الاعتداء العدواني السافر الذي يحاول أعداء هذا الوطن, زلزلة وجودنا بتكرارِ غاراته, أم القصف الفضائي الغادر الذي لا تتوقف محطات العهر الإعلامي عن استهدافنا بإجرامِ أدواته؟..‏

نعم, يحق لنا جميعاً ذلك.. يحقُّ لنا أيضاً, أن نلعن كل من كان سبباً فيما يحيط بنا ونسمعه من دوي الانفجارات, وكل من خطَّط وموَّل ونفّذ عملية قصفنا إعلامياً, وبأقذر الأدوات والأساليب التي تمرَّسَ على استخدامها بأمر قوَّاد الفضائيات.. أولئك الذين  عليهم أن يُدركوا, وسواء ساقوا أم انساقوا, بأن أي قصفٍ أو استهدافٍ أو عدوان, لن يثنينا عن التمسُّكِ بمبادئنا مثلما عن إيماننا بسوريتنا, وخصوصاً بعد أن تحولنا إلى شعبٍ من نار.. شعب, لم يعد يعنيه إلا التزود بالوعي, واعتماداً على ما تقدمه فضائياته من عاجل الأحداث والأخبار..‏

أخبارٌ باتت تستفزُّ كل حواسنا فتضطرّنا لمواكبتها.. حوارات دائمة يواجهنا كُثر من ضيوفها بمنطقٍ تحليليٍّ ومهني يجعلنا متلهِّفين لمتابعتها.. أيضاً,  بيانات وتصريحات ومؤتمرات.. صورٌ تؤكِّد بهيميّة من يصدِّر إلينا الموت البربري.. تقارير توضِّح مقدار ما يُسحق من العصابات المجرمة, وبأقدام جيشنا العربي السوري..‏

كل ذلك أصبحنا نترقبه بانتظار تفاصيل تزودنا بالنصر الأكبر والرحيم .. بانتظار المزيد من أخبارٍ تهزم فضاءات الفتنة والمنطقِ الرجيم.. كل ذلك أصبحنا مشدوهين لمعرفته كسوريين أكثر مابات يلفتنا ونترقبه ونتابعه, ما تبثّه أو تصورّه فضاءات سوريتنا, وكلما صحونا أو غفونا على دويّ انفجارٍ أو قصفٍ غدارٍ أو غير ذلك مما فخَّخت به الأيادي الآثمة, حياتنا وأوقاتنا وأماننا وأحلامنا وكذلك, لحظات إغفاءاتنا..‏

بالتأكيد, هذا ما بات يلفتنا ونترقبه فنزداد حباً بسوريتنا وتعلقاً بفضائياتنا التي ننتظرُ منها وعلى أحرِّ من الجمر بأن تشرح انتظارنا بأخبارٍ تعلن وتصور وتؤكد, قيام حماة ديارنا بالقضاء على الإرهاب وأربابه وأذنابه, وكل من يحاول الاعتداء على أيِّ شبرٍ من هذا الوطن أو حتى على أيِّ فردٍ ينتمي إلى أي قطعةٍ من ترابه..‏

إذاً, فليقصف العدو وإلى ما شاءت أطماعه وأحقاده تبرز المزيد من أنياب غدرها.. فلتقصف الفضائيات المختلّة أخلاقياً وعربياً ومهنياً, وإلى ما شاءت تنشر في الفضاء سموم بثّها..‏

فليقصف من يشاء ولن يشاء لطالما, كنا ولا زلنا وسنبقى مخلصين حتى النخاع لسوريتنا.. سوريتنا التي لن يردعنا عن المضي في الدفاع عن قضيّتها أي قصف وحشي وعدواني.. تماماً مثلما لن يردعنا عن المضي في متابعة وتشجيع فضائياتنا, وفي مواجهةِ ما تتعرَّض له وإعلاميوها ومتابعوها, أي حقدٍ فضائي يتفنّن في  قصفنا, وبإعلامه  البشع والمجرم والغبي..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية