وحالياً لايدخل دمشق إلا نحو 7 برادات يوميا، وهو عدد ضئيل جدا قياسا إلى حجم مدينة دمشق، موضحا أنه وقبل تصاعد الأحداث كانت وتيرة البرادات حوالي 50 براداً في اليوم وفي وقت المربعانية وهي الفترة التي تشهد انخفاضاً ملحوظاً في إنتاج الخضار والفواكه والأرزاق بشكل عام.
ولفت السمان إلى تعرض البضائع المشحونة من الخارج عبر الحدود وخاصة الخضار إلى التلف مؤخراً عند المنفذ الحدودي في نصيب بدرعا للبرادات القادمة من الأردن، ووصلت كلفة هذه البضائع إلى حوالي 150 مليون ليرة حيث تتراوح الحمولة للبراد الواحد بين 25 و27 طناً من الخضار، وكلها لاتحتمل التأخير والتي هي أشبه بالمياه مجمدة بحسب وصفه ما تسبب بخسائر كبيرة للتجار وعزوف الكثيرين منهم عن تكرار هذه التجربة والمعاناة.
وأعاد رئيس لجنة سوق الهال جزءاً من ارتفاع الأسعار إلى الغلاء العالمي وهبوط قيمة الليرة أمام الدولار إضافة إلى مصاعب النقل والأحداث الأخيرة على المنافذ الحدودية في نصيب مع الأردن وجديدة يابوس مع لبنان حيث يتطلب الأمر ان تصل هذه البضائع خلال 24 ساعة إلى الأسواق وتسوق خلال 48 ساعة في أقصى حد لها قبل أن تصاب بالتلف لكونها بضائع غير ناشفة مطالبا بتسهيل حركة البضائع وانسيابها إلى الأسواق وإيجاد دور خاص بقوافل الخضار والفواكه المستوردة بما يساهم بتشجيع الناقلين على القدوم إلى سورية وتخفيف حدة الغلاء والأجور المرتفعة للبرادات الناتجة عن سوء الأحوال على الطرقات، وبذلك تتوافر البضائع ويكثر العرض منها وتقل أجور الشحن بما ينعكس إيجابا على الأحوال المعيشية للناس.
عشرة أضعاف
وبين السمان أن اجور الشاحنات والبرادات من بانياس إلى مدينة دمشق ارتفعت من نحو 5 آلاف ليرة إلى أكثر من 50 ألف ليرة لحمولة حوالي 5 أطنان من الخضار والفواكه خلال الأشهر القليلة الأخيرة وكلفة الحمولة من الأردن إلى سورية تصل إلى 200 ألف ليرة وهي عشرة أضعاف الأجور السابقة، وهذه الأجور مرتفعة جدا قياسا إلى الأجور التي كان يتقاضاها أصحاب البرادات علما أن هناك عددا كبيرا من البرادات باتت تدخل عبر السويداء نتيجة للأوضاع السائدة حاليا.
خضار الصيف تتزايد
وحول واقع سوق الهال في منطقة الزبلطاني في مدينة دمشق أكد رئيس لجنة تسيير السوق أنه يحتوي على معظم المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه المستوردة والمنتجة محليا إلا أن كمياتها ضعيفة وأن بعض الخضار مثل البطاطا والبندورة والليمون بدأت تتوارد من الساحل السوري الذي بدأ يسوق إنتاجه منها خلال هذه الأيام.
ووصف الأحوال الزراعية خلال هذه الأيام بالمقبولة على مستوى سورية ودول الجوار والبلدان الآسيوية، وهي فجوة سوف تنتهي نهاية الشهر الحالي حيث تبدأ المحاصيل الصيفية بالتوارد إلى الأسواق في معظم البلدان وتتوافر بكميات كافية، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار حاليا سببه أيضا أن الكيلو الواحد من الخضار والفواكه لم يكن يحمل أكثر من ليرة أو ليرة ونصف الليرة كأجر سابقا بينما يتم تحميله حوالي 10 ليرات خلال الأيام الحالية وهي كلف يتم تحميلها في نهاية المطاف إلى المستهلك مايتسبب باستنزاف ميزانيته على السلع والمواد الاساسية.
أسعار الجملة
وعلى صعيد الأسعار للجملة أكد أن كيلو الباذنجان يباع ب 40 ليرة في سوق الهال فقط، وعن سبب ارتفاع أسعاره في أسواق المفرق أوضح أن السعر يصل ألى حوالي 100 ليرة وأكثر في بعض الأحيان بسبب قلة الأسواق والضغط الحاصل عليها ويجب بالأصل على باعة المفرق أن يرفعوا أرباحهم نحو 20% بحسب الأنظمة والقوانين ولوائح الأسعار، وسعر الكوسا 40 ليرة جملة والبندورة بين 70 و100 ليرة وهي بلاستيكية من إنتاج الساحل، ويتم تصدير كميات منها إلى البلدان العربية والخيار بين 90 و100 ليرة والبطاطا وهي بجزء كبير منها من إنتاج الساحل بقيمة 60 ليرة والزهرة من 40 إلى 50 ليرة وهي كلها أسعار جملة لم يسبق أن ترتفع إلى هذا المستوى وخاصة الزهرة التي كانت لاتتعدى الليرات العشر في أحسن الاحوال، وفي حال كانت تصدر هذه المنتجات إلى الخارج ترتفع في أحسن الأحوال إلى 20 أو 25 ليرة.