يرى الصابوني في كتابه: اللباب أنهم ينصبون المضارع بلا ناصب من ذلك قول: طرفة بن العبد:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى- وأن أشهداللذات، هل أنت مخلدي..؟
تقرأ (أحُضُُر) بالنصب والرفع: فمن نصب أخمد(أن) والرفع على حذفها..
قال البغدادي: على أن نصب(أن) المقدرة في مثل هذا ضعيف، ومنه قول «عامر بن جوين الطائي:
فلم أر مثلها خباسة واحد- ونهنهت نفسي بعد ماكدت أفعله قال سيبويه: فحملوه على (أن) لأن الشعراء قد يستعملون(أن) هاهنا مضطرين كثيراً، ومنه قول مالك بن الريب:
ولكن أبت نفسي وكانت أبية- تقاعس أو تنصاع يوماً من الرعب.. وأوردالمعري قول البحتري..
بدائع تأبى أن تدين لشاعر- سواي إذا مارام يوماً يقولها وعقب أن (يقولها) فحذف (أن) وهو جائز إلا أنه رديء..
وقال ثعلب: خذ اللص قبل أن يأخذك، قال هذا شاذ، وقال: خذ اللص قبل أن يأخذك.
ومن ذلك قول المتنبي: توقه فمتى شئت تبلوه- فكن معاديه أو كن له نشب وقوله: وكلما لقي الدينار صاحبه- في ملكه- افترقا من قبل أن يصطحبا وقوله أيضاً: بيضاء يمنعها تكلم دلها- تعبها ويمنعها الحياء تميسا.. وقد حذف الناصب وحسب الصابوني ذلك كله من الضرورات، فلا تبال بشيء منه....