سلاحها موهبتها ودراستها الأكاديمية ، انطلقت تحفر لنفسها مكاناً على الساحة الفنية مانحة الحب لعملها ، فاستطاعت أن تحقق موقعاً متقدماً بين أقرانها .. إنها الفنانة رنا كرم التي انتهت مؤخراً من تصوير دورها في المسلسل الاجتماعي (نساء من هذا الزمن) إخراج أحمد ابراهيم أحمد وتأليف بثينة عوض ، حول جديدها وأمور فنية أخرى كان لنا معها هذا اللقاء :
ـ ما الذي أغراك في شخصية عائشة التي أديتها في (نساء من هذا الزمن) ؟
.. إنه دور جديد بالنسبة إلي أقدمه للمرة الأولى وهو جريء على أكثر من منحى (النفسي ، الاجتماعي ، السياسي ..) وأنا تغريني الشخصيات المكتوبة بهذه الطريقة التي لديها أكثر من لون ، فهي تعاني الكثير من التناقضات في حياتها ، ويمكن القول أن الجرأة موجودة إلى حد كبير في أكثر من مكان في المسلسل وهي تعرّي العلاقات الاجتماعية القائمة كما تعري علاقات الصداقة بين الفتيات .
ـ بأي عين تنظرين إلى الأعمال التي توجهت إلى شريحة الشباب في العامين الأخيرين وطرحت قيماً ومفاهيم غريبة عن مجتمعنا ؟
.. من المؤسف أن هناك أعمالاً أخذت تكرس بعض الظواهر بشكل غير صحيح (وإن كانت هذه الظواهر موجودة) إلا أنهم أساؤوا عبر طريقة تعاطيهم معها ، فيقدمون الشاب بطريقة تجعل المشاهد يتعاطف معه ومن ثم نجد أنه يكرس من خلال دوره مفاهيم غير موجودة في الحياة إلا ما ندر كأن يتعاملون مع أهلهم او أساتذتهم بطريقة وقحة في حين لا نجد أمثله تشبههم في الواقع إلا عبر حالات شاذة في المجتمع ، ولكن يتم تكريسهم في الدراما على أنهم يمثلون (الشاب أو الفتاة الكول) ، وبهذه الطريقة ترسخ المفاهيم الخاطئة ، وهنا ألوم الرقابة ، فالمشكلة أن الرقابة تذهب إلى أماكن بات مسموح أن نحكي فيها في الوقت الذي لا تنتبه فيه للمفاهيم الاجتماعية التي تُكرّس من خلال بعض الأعمال بطريقة سيئة .
ـ ألاتزال مسلسلات البيئة الشامية تحافظ على رونقها نفسه حتى اليوم ؟
.. كان يمكن الكتابة ضمن اطار البيئة الشامية شرط أن يحمّل العمل جرعة درامية عالية ويقدم للمشاهد تاريخ حقبة معينة ، ولكن هذا الأمر لم يكن موجوداً في الكثير من المسلسلات التي ذهبت في اتجاه الحكاية البسيطة فغرقت فيها دون أن توظف هذه الحالة بالشكل الدرامي المطلوب منها ، وقد يعود السبب في هذه الظاهرة أنها مربحة انتاجياً ومطلوبة للخليج ، إلا أنني أرى أنها قد أخذت حقها وأكثر .
ـ كيف تبررين التناقض بين ما تقولون وما تفعلون كجيل فنانين شباب .. إذ تنتقدون أعمال البيئة الشامية ولكن في الوقت نفسه تشاركون فيها ؟
.. المفارقة أنني شاركت في سبعة أعمال شامية في الوقت الذي لا أحب فيه أعمال البيئة الشامية ، ولكن دعني هنا أتكلم عن نفسي كخريجة جديدة من المعهد العالي للفنون المسرحية، فإلى هذا الوقت حتى بت أستطيع القول أن هذا الدور أريده وذاك لا أريده ، لأن البدايات تكون صعبة ، ولتثبت نفسك كممثل جيد وتستطيع أخذ فرص حقيقية دون اللجوء إلى الطرق الأخرى ليس باستطاعتك الرفض كثيراً ، فأنا لم أرفض إلا الأدوار التي أفضل ألا أخوضها ، وبالمقابل عبر كل دور أجسده كنت أقول في نفسي إنها تجربة ينبغي أن أتعلم منها ، أو أن أحقق من خلالها بعض الانتشار الجماهيري والانتشار عند المخرجين، وبالتالي هي طريقة لأقول (أنا هنا) للناس وللمخرجين ، حتى أصل إلى مكان أستطيع فيه أن أختار ما أستمتع في تقديمه. فحتى هذه اللحظة قليلة هي الأعمال التي استمتعت فيها للأسف ، ولكن على صعيد السوية العامة لما قدمت فأنا أشعر بالرضى .
ـ غياب عدد من النجوم عن أعمال صورت في سورية ، هل اعطى الفرصة لظهور وجوهاً جديدة ؟
.. كان من الممكن أن يشكل غياب بعض النجوم عن الساحة فرصة ليكون هناك دم جديد في الدراما يستحق أن يأخذ فرصته الحقيقية ، ولكن أرى أنه لم يتم توظيف هذا الأمر بالشكل الصحيح ، فقد كان هناك العديد من الوجوه الجديدة على الساحة ولكن لم يثبت أحد منهم حضوره باستثناء اسماء قليلة فقط . علماً أن لدينا طاقات هائلة ، فالمعهد العالي للفنون المسرحية يقوم سنوياً بتخريج طلاب متميزين جداً، والمشكلة أنه ينبغي أن يتحقق التوازن ما بين الإخراج والنص والتمثيل وعند اختلال أي من هذه العناصر يحدث خللاً في العمل ككل .