تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طاهر سلوم: التشاركية بين مؤسسات التنشئة الثقافية..حاجة وضرورة

ثقافة
الاثنين 11-11-2013
 فاتن دعبول

عرفت الثقافة بأنها التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم عن بعضها البعض، حيث تختلف طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لآخر وذلك للارتباط الوثيق الذي يربط بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، وربما السؤال الذي يطرح نفسه:

هل الثقافة مشروع فردي أم هوجماعي تشاركي، ونحن نعرف أن الثقافة تبدأ من الأسرة واهتمام الفرد بها ولكن كيف يمكن تحويلها إلى ثقافة تشاركية ترعاها وتنميها وتنشرها المؤسسات المعنية بها ؟‏

يقول الدكتور طاهر سلوم عميد كلية التربية ان الثقافة مفهوم اصطلاحي اختلف تعريفه عبر الزمان والمكان، فالثقافة هي الحضارة بما تحمله من انجازات الانسان الفكرية والمادية بالإضافة الى قيمه واتجاهاته، في جانب منها وهي المعارف والأفكار في جانب آخر وفي مضمونها هي مشروع فرد وجماعة في الآن نفسه وليست انجازا لشخص واحد رغم أن انجازالفرد مطلوب والفرد هوشريك في انجاز هذه الثقافة ويمكننا أن نطلق على انسان أنه مثقف عندما يمتلك السلوكات والمعارف والقيم الحضارية ويشارك في الانجاز الثقافي، أما كيف يصبح ملما بتلك المعارف ويكون شريكا أساسيا في الثقافة، فلا شك أن هناك مؤسسات للتنشئة تبدأ من الأسرة التي هي شريك أساسي والمؤسسة الأساسية عبر التاريخ في التنشئة الثقافية حيث تساعد أفرادها على اكتساب المعارف والسلوكات والاتجهات والقيم المثلى التي يرتضيها المجتمع.‏

ولقد تعددت المؤسسات ولم تعد المدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي تعد الأبناء بل شاركتها رياض الأطفال، الجامعات، والمؤسسات المدنية ودور العبادة والاعلام.‏

ولكن هل نستطيع أن نفصل بين هذه الأدوار جميعها ؟‏

يقول الدكتور سلوم: نحن لا نستطيع أن نفصل تأثيرها بل فقط نشير الى آثارها الثقافية عندما نعرف اتجاهاتها كلٌ على حدة, وهل غرست هذه الاتجاهات والمعارف لدى أبنائنا الطلبة قيما ومفاهيم يحترمها المجتمع أم تطرفت به عبر اتجاهات وافدة لا مكان لها في مجتمعاتنا، فالنموذج التقليدي للمدارس تجعل الافراد المتعلمين يبحثون عن ثقافة أكثر حرية، وعندما تتلقفهم جهات قد لا تكون سليمة الفكر أوتكون في خط غيرسليم, وبالتالي تسهم في عملية الانحراف ولا يمكن تجاهل ثقافة الأقران (الشللية) التي ربما تكون منحرفة، أودور عبادة متطرفة فتحرفهم عن مسارهم, وما نراه من الاتجاهات والنزعات الفكرية لاشك هي جزء من ثقافة ارهابية وافدة.‏

ويلفت الدكتور سلوم الى أهمية دور التربية اللانظامية المتمثلة بالنوادي والمؤسسات العفوية التي ليس لها مناهج ثقافية تعليمية، فهذه تكون مشتتة تسهم في دخول الثقافة في اتجاهات ليست سليمة‏

وعندما نتحدث عن ثقافة جيل نقصد ثقافة وطنية مبنية على قيم الوطن لأن ثمة سلوكات وقيماً واتجاهات وافدة ربما هي في مجتمعاتها يعتز بها لكنها تخالف قيمنا لذا فمؤسسات التنشئة هذه تحتاج إلى أن تكون تشاركية وهذا يتطلب التنسيق بين الأنشطة والمدارس أيضا فلابد للاعلام أن يسهم في ثقافتنا ويعري هذه الاتجاهات الداخلة بطريقة عقلية وذلك بمشاركة الأفراد أنفسهم في صنع ثقافتهم وفي التفكير بالثقافات الوافد ةالتي يمكن أن تؤتر على الجيل، فتشاركية هذه المؤسسات لاشك هوالأساس في صنع ثقافة سليمة‏

وبدوره يضيف: وقد عرف في العالم سبع نظريات في مسائل مناهج التعليم والتي تشكل احد ى بنى الثقافة الفردية والمجتمعية لأن ابناء الجيل يخضعون لها، وقد اعتمدتها الدول للحفاظ على ثقافتها وإرثها الحضاري وتنقيته وتطويره مع الاستفادة من الثقافات الأخرى.‏

ومن هنا فإن المهمة الموكلة للمؤسسات الثقافية كبيرة جدا ولا تقل أهمية عن المهام الموكلة لوزارة الدفاع في مسالة الحفاظ على البلاد وخصوصاً بعد انتهاء الأزمة فلا شك ستكون المهمة أكبر في الحفاظ على ثقافة البلد وتنقية هذه الثقافة، وهذا بالطبع يقع على عاتق مؤسسات التنشئة الثقافية (النظامية وغير النظامية).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية