لأنك الحق الساطع ولأنك القداسة والطهر ولأنك أول الزمان وآخر الزمان أراد الأخوة الفاسقون النيل منك , فاجتهدوا وجاهدوا لجعل نهاراتك الذهبية ليلاً واجماً وحالكاً كعقولهم وحياتهم الغارقة في دياجير التخلف والأمية, اجتهدوا وجاهدوا فحرقوا الحقل والبيدر ,
تسابقوا للفوز بجائزة الشر الأولى في العالم فقطعوا زيتونك الذي منه آكلون , هدموا مدارسك وفجروا جامعاتك , التي خرجت آلاف المدرسين الذين قصدوا ديارهم لنشل أبنائهم من وحول الأمية ومستنقعاتها الذين هم بها يفاخرون .
حطموا مساجدنا وكنائسنا لأنهم يدركون ويرونها إشعاع نور للحق الآلهي حيث العلم الصادق والنير للجميع سواء .
أرعدوا وأزبدوا وعلى مدى 32 شهراً كان مسك الريح بقبضة اليد , ما الذي لم يفعلوا ؟ وهل قصروا في الإجرام والتشنيع والتنكيل والغدر والخيانة والاغتصاب والتقطيع والتشريد والتدمير وهل بقي فعل شائن ولم يقوموا به ؟
ماذا قدمت لهم أفعالهم القذرة والشريرة هل هم لأنفسهم سائلون؟ لا أعتقد لأن من يسأل لا بد أنه يملك العقل والتعقل والحكمة والمحاكمة فماذا هم منها مالكون ؟ أعتقد أن الرب الواحد الأحد وحده العالم بما خصهم من الصفات الذين هم يحملون .!.
لكن رغم فداحة المصيبة والمصاب نقول : صبراً سورية , صبرت نعم وتألمت نعم وضحيت بالغالي والنفيس نعم , فعصف الطغاة كان مروعاً ومدمراً وقاسياً وظالماً , ولأنك حرة وأرضك مزروعة بالأحرار والحرائر صمدت , وستصمدين دائماً وأبداًو إلى آخر الدهور , فالفجر لاح رغم كل السواد المصدر والمفتعل والذي حاولوا زرعه في شرفاتك وشوارعك وأماكن العلم والنور, أمنا الغالية ( سورية ) سلامتك فمهما اشتد ت الليالي الحالكة سوادا وظلمة وظلماً , نعلم علم اليقين بأن الفجر قادم لا محالة , وها فجر انتصاراتك لاح في فضاءاتك الرحبة والسمحة .