الخابية ... تحف فنية ... للماء فيها طعم مختلف
منوعات الاثنين 11-11-2013 بعدما روت خوابي الماء عطش الكثيرين من مائها العذب، صارت اليوم، و بحكم متغيرات العصر زينة جميلة تزين الشرفات و مداخل المنازل الريفية في جبل العرب.
لخوابي الماء العتيقة حكاية مع الجدات اللواتي كن يحرصن على صناعة هذه الخوابي بحرفية و متعة وصبر؛ لأن صناعة خابية واحدة كانت تحتاج الى شهر من العمل.
كانت خوابي الماء تصنع من مواد بسيطة و متوفرة بكثرة في منطقة جبل العرب وهي: الرمل الأسود ورمل المقالع الذي يتم الحصول عليه من ناتج تقطيع حجارة البازلت، بالإضافة الى حبال المرس التي تنقع بالماء و تفصل خيوطها و تدق مع كميات من خيوط الخيش، حتى تصبح صغيرة الحجم وناعمة، و بعد ذلك يتم مزج كل هذه المكونات وعجنها حتى يتم الحصول على عجينة متماسكة وطيعة، أما مراحل تشكيل الخابية فتمر في عدد من المراحل، بداية يتم إعداد القاعدة لهذا الوعاء و حسب الحجم المطلوب و يتم دلكها بمدالك حجرية خاصة، ثم يتم تشكيل الجزء السفلي و القاعدة، و من ثم الزنار أي الجزء المتوسط من الخابية، و في هذه المرحلة كانت النساء يتفنن بتجميل هذه الآنية بما كان يتوافر بين أيديهن من وسائل، حيث يبحثن عن كسرات فناجين القهوة و أي نوع من الزجاج لتلصق عليها ضمن نقوش قديمة و أشكال جميلة؛ لكون هذه القطعة ستوضع على شرفة المنزل و في مكان ظاهر للزوار، و كان للشكل الجميل ضرورة لا تتجاهلها النساء المصنعات لهذه القطعة. و عندما تكتمل عملية تشكيل هذا الوعاء بالحجم المطلوب تعتني النساء بمتابعتها بالدلك يومياً، لتكون الوجوه متساوية ومنتظمة وهذه العملية تهدف لتغطية الشقوق التي تنتج عند تصلب المزيج، و بعد ذلك يتم حرق الخابية لتأخذ اللون المطلوب والصلابة اللازمة لتدوم لعقود طويلة، و بعد أن تبرد و تنظف يتم سكب الماء داخلها، لكن بالتدريج وبكميات صغيرة ومن بعدها تنقل للمكان المخصص لها.
|