تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الظواهري وإيقاع الدجل الغربي

الاثنين 11-11-2013
ميسون يوسف

قاد التنازع على السلطة والمال والمكاسب الجماعات الإرهابية التي تدفقت إلى سورية بعناوين إسلامية كاذبة ومزيفة, قادها إلى التناحر والاقتتال ما حدا بالإرهابي الأكبر زعيم تنظيم القاعدة التكفيرية أيمن الظواهري

للتدخل لفض التشابك في الصلاحيات بين إرهابيي داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وإرهابيي جبهة النصرة، وفرض حلاً ارتآه، بإلغاء الأولى ومنع نشاطاتها في سورية وتكريس الثانية تنظيما ذا ولاية عامة باسم القاعدة في سورية. ولكن السؤال الذي يطرح الآن هل إن داعش بعد أن تذوقت طعم الاغتصاب وممارسة الشهوات على أنواعها ستقبل بشطبها وحرمانها مما هي فيه؟ يبدوأن الأمر لن يكون كما «أمر» أمير الإرهاب وإن ما بدأ بين التكفيريين وما سمي «جيش حر» من اقتتال وتصفيات سيستمر بين إرهابيي أجنحة القاعدة في سورية. ومن جهة أخرى نرى أن لأوامر الظواهري دوراً أخر وبشكل غير مباشر،فهوعندما يؤكد تبعية داعش وجبهة النصرة لتنظيم القاعدة الإرهابي بشكل قاطع باعتبارهما كيانات عضوية في التنظيم، فإنه يفضح الغرب وكذبه في الادعاء بدعم الشعب السوري ومحاربة الارهاب . وهاهي الصحافة الغربية تستمر في نشر المزيد من الأدلة على مدى الدور الذي تقوم به كبريات دول أوروبا ومن بينها فرنسا في تشجيع الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية لوجستياً ومادياً، وإقامة مراكز التدريب لها بقيادة ضباط من جيوشها . وها هو الصحفي الفرنسي «جان ميشيل فيرنوشيه» المعروف بكتاباته التحقيقية الموثقة يؤكد في كتابه «الوهم» بأنه تم تجهيز حوالي 400 متطرف وهابي في فرنسا للقتال إلى جانب العصابات الإرهابية في سورية محذرا فرنسا بأنها ستكون ميداناً لهؤلاء عندما سيأتي وقت يعودون فيه إليها لنشر الإرهاب الوهابي والعمل بالفكر التكفيري وما فيه من استباحة الأمن والحقوق وإشاعة الفساد والفوضى بقوة السلاح . أما صحيفة «actualno» البلغارية فقد ذهبت أبعد من ذلك حيث كشفت في مقال لها بعنوان «جهاد في قلب أوروبا» عن الدور البشع الذي تلعبه أوروبا في العدوان على سورية بتدريب الإرهابيين وتحشيدهم عبر إقامة معسكرات التدريب لهم وتمكين التكفيريين الوهابيين من امتلاك الخبرات والتقنيات للقيام بأبشع العمليات الإرهابية في سورية.‏

لقد باتت الفضائح الأوربية في دعم الإرهاب أمراً لا يمكن أن يحجبه أويخفيه أحد وبات الغرب يتحسس الآن مخاطر دعمه للإرهاب، وبعد سكوت طويل تحرك الإعلام الغربي أولا ليفضح الجرائم تلك ويتبعه الآن تحرك بعض السياسيين أيضا، حيث أقرت الرئيسة الفخرية لمجلس الشيوخ البلجيكي «آن ماري ليزين» أن حالة بلجيكا مطابقة للحالة في فرنسا ودعت الدول التي تشارك في دعم النشاطات الإرهابية وتمولها وتحديداً السعودية إلى الكف فورا عن هذه التصرفات .فهل سيؤثر هذا التخوف في سلوك حكومات الغرب التي انخرطت بالعدوان على سورية وخاصة فرنسا وقد تأكد لها أن محاربتها للقاعدة كما تدعي هونفاق عندما تحتضن فروعها في سورية . لقد صمدت سورية بوجه الإرهاب وواجهته بما يفرضه الموقف من قوة وحزم، وتستمر في هذه المواجهة الناجحة، فهل تقتدي دول الغرب بها في هذا المجال وتقرن الادعاء بأفعال في الميدان؟‏

نحن لا نرى كافياً أن تصنف هذه الجبهة أوتلك ارهابية كما فعلت كندا مؤخرا أوأعلن أردوغان المنافق التركي، بل إن الحرب الحقيقية على الإرهاب تفرض تدابير شاملة تبدأ من النبع والمصدر لتجفيفه ثم مراقبة الحركة والانتقال وصولاً إلى مواجهته في الميدان . ومن غير ذلك تبقى الادعاءات الغربية نفاقاً وكذباً تفضحه الوقائع والسلوكيات المناقضة... وأخيراً نعود الى السؤال الاصل هل سينتهز الغرب من مواقف الظواهري وإعلانه بأن القاعدة هي التي تقاتل وتقتتل في سورية وأن ليس في سورية ثورة شعبية ولا من يثورون بل فيها ارهابيون تكفيريون قتلة يعيثون فساداً حيث تصل أيديهم؟ هل يتعظ الغرب من ذلك ويسارع الى تصحيح موقفه، أم إنه يستمر في دعم الارهاب ويثبت دجله ونفاقه وكذبه في محاربته؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية