|
السباق إلى البيت الأبيض شؤون سياسية استخدام وضعهم وحياتهم العائلية في خدمة هدفهم المنشود لبلوغ البيت الأبيض العام القادم.ومن يتابع عن كثب برامج هؤلاء في تقديم أنفسهم للجمهور الأميركي إلا ويقف عند قاسم مشترك لهم في طرح حياتهم العائلية في حملتهم الانتخابية. فعلى سبيل المثال استضاف مقدم البرامج التلفزيونية في إحدى المحطات الأميركية الفضائية قبل فترة وجيزة /جاي ليذ/ المرشح الديمقراطي لانتخاب الرئاسة /جوزيف بيدن /الذي استغل هذا اللقاء وروى مأساة عاشها في مثل هذه الفترة من السنة عام 1972 حيث بعد أسابيع من انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ توفيت زوجته وابنته الصغرى في حادث سيارة وقال : لم أكن أعتقد أن في إمكاني أن أكون سيناتوراً وأباً, في الوقت نفسه التي عاشها في مثل تلك الظروف لكنه أكد أن التشجيع الذي لقيه لمواصلة مشواره والمهمة التي انتخب من أجلها كانت له الزاد والعامل المساهم في اكمال طريقه.أما بالنسبة للمرشحة الديمقراطية اليزابيت ادواردز فقد نشرت مجلة نيوزويك الأميركية قبل أسبوعين استطلاعاً للرأي في الوسط الأميركي جاء فيه أن أغلبية الأميركيين 56بالمئة منهم يعتبرون أن ادواردز يجب أن تبقى في سباق الرئاسة الأميركية مقابل 25بالمئة يرون العكس ذلك لأن هذه المرشحة كان عنوان حملتها الانتخابية هو الشجاعة . كذلك المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية السناتور الأسود باراك أوباما كان أيضاً يمارس في حملته العزف على ورقة العائلة غير شاذ عن زملائه في سباق الرئاسة إلى البيت الأبيض وقد جاء حسب استطلاعات الرأي في المرتبة الثانية مباشرة وبفارق بسيط خلف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهو لا يتوقف عن توجيه المديح لزوجته ميشال المحامية الناجحة التي شوهدت لا تفارقه في مختلف جولاته الانتخابية. وقد توجهت لأنصار زوجها قائلة الشهر الماضي إنني أتقدم إلى هذه المرحلة من مغامرتنا من دون أن أعلم تماماً ما ينتظرنا لكني أعدكم وأعد زوجي أنني سأبقي عيني مفتوحتين تماماً لبلوغ هدفه. أما بالنسبة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فهي لم تدخر أي جهد أو مناسبة لاستغلال إمكانيات زوجها بيل كلينتون الذي غادر البيت الأبيض قبل ست سنوات ونيف وهو مازال إلى اليوم يتمتع بالشعبية الأكبر بين الرؤساء الأميركيين خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ذلك هو جانب من البرنامج الانتخابي الذي أظهره مرشحو الرئاسة الأميركية إلى اليوم لكن الجانب الأهم في هذا الأمر يبقى السياسي منه الذي سيحدد معالم المرحلة المقبلة لعالم يعاني من الاضطراب وعدم التوازن ما يكفيه في ظل أحادية القرار العالمي الذي استولت عليه الولايات المتحدة ودافعت به وباصرار لتغييب منطق العدالة والقانون الدولي وخدمة الإنسانية.
|