حكومة الخرطوم في مرمى الاتهام الغربي
عن الفايننشال تايمز ترجمة الأربعاء 21-3-2012 ترجمة غادة سلامة بعد فترة قصيرة من انفصال جنوب السودان عن شماله بدأت السودان مرحلة جديدة تختلف عما سبقها فقد بات البلد الواحد بلدين حكومة شمال السودان والتي لم تقتنع بالتقسيم الا أنها في نهاية المطاف قبلت بالأمر الواقع واعترفت بجنوب السودان اقليما مستقلا عن السودان الأم .
واعترفت بحكومته وسيادته على أرضه وضمن اتفاقيات ومواثيق دولية ترسم الحدود بين شطري البلدين. والأن وبعد مضي ما يقارب السنة على تقسيم السودان . اتهامات متبادلة بين الطرفين فقد اتهمت حكومة جنوبي السودان حكومة الخرطوم بتفجير عدة أنابيب للنفط في الشمال وهذه الانابيب تزود جنوبي السودان بالنفط والوقود وقد اعتبرت حكومة جوبا هذا الأمر خرقا للمعاهدات الموقعة بين شطري السودان وخرقا للسلم بينهما حيث حشد كلا الطرفين جنوده على الحدود الواصلة بين البلدين وأخذ كل منهما يتوعد للأخر . كثير من السودانين رأوا في هذا المشهد عودة الى الوراء وتحديدا الى أيام الحرب الأهلية . والمسؤولون في جنوبي السودان تحدثوا عن اختراق غير مسبوق لشمال السودان محملين حكومة الخرطوم التسبب في اندلاع حرب بين الطرفين فقد قال أحد مسؤولي حكومة جنوبي السودان أن كثرة الأعمال العدائية من قبل الشماليين أصبحت مثيرة للجدل بحاجة إلى تسوية دولية ووضع ضوابط جديدة بين الطرفين كي لايتعدى طرف على آخر .
جوبا اتهمت الخرطوم بتأجيج الموقف بين البلدين عندما قامت وسائط الدفاع السودانية بالقائها ست قذائف دمرت فيها حقول النفط الواصلة بينهما . حكومة جوبا قررت التقدم بشكوى رسمية الى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتسوية الوضع بين الطرفين لأن ما ارتكبته حكومة شمال السودان على حد قول الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان يعد مؤشرا لبداية حرب مفتوحة بين القسمين لأن خط النفط الذي تم قطعه عن الجنوب هو من أكبر خطوط النفط في السودان وقد كانت كلفته كبيرة وهو يتبع لشركة دولية تضم الصين وماليزيا والهند وقد ترتب على انشاء هذا الخط الكثير من الديون والأموال على حكومة جنوب السودان التي أرادت أن تنهض بصناعاتها وتعتمد على مواردها الداخلية كدولة مستقلة ذات سيادة .
حكومة الخرطوم نفت من جانبها ماوجه اليها من اتهامات واعتبرت ما جرى بأنه مؤامرة على الطرفين كي ينجرا الى الحرب وأنها لن تسمح بتمرير هذه المؤامرة و لو تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً في جنوب السودان لأنه اعتداء سافر على السودان ككل ويعيد للآذهان ما جرى في عام 2005 والذي كان سببا في اندلاع حرب أهلية بين القسمين الشمالي والجنوبي وهذا ماتنكره حكومة جوبا وتحمل حكومة الخرطوم المسؤولية عما حدث واعترافها شكليا فقط بدولة الجنوب فهي ما زالت ترى في جنوب السودان اقليما تابعا لها وهي بذلك تخرق المعاهدات الدولية الموقعة بين الطرفين وبمباركة دولية وبمباركة السودان نفسه حيث قام الرئيس عمر البشير بالاعتراف بحكومة جنوب السودان اقليما مستقلا عن شماله . ولكن ما حدث في الأيام الأخيرة لايثبت هذا الأمر وأن هناك مشكلات كبيرة مازالت عالقة بين الطرفين فماذا تخبىء الأشهر القادمة للطرفين وهل سنشهد نزاعا أهليا مره بين الإقليمين .
بقلم بردو تونسون
|