تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسيحيو الشرق : لسنا بحاجة لمساعدتكم سيد جوبيه ... دعونا نعيش بسلام ...

موقع:MONDIALISATISON.CA
ترجمة
الأربعاء 21-3-2012
ترجمة : محمود لحام

خلال حرب العراق عام 2003 سعى قادة الولايات المتحدة وبشكل مفتوح إلى استثمار اتساع قاعدة المعارضة العراقية وخاصة الخارجية منها وذلك لتكريس احتلالها وتبرير غزوها , وربما أ درك هؤلاء القادة فداحة خطئهم بعد ثماني سنوات دفعت عبرها القوات الأميركية ثمناً غالياً .

اليوم , يبدو أنه لا الناتو ولا حلفاؤه قد استفادوا من ذلك الدرس , فوزير خارجية فرنسا ألان جوبيه يمضي في ذات الاتجاه وذلك من خلال محاولاته تسويق مجلس اسطنبول بصفته « الممثل الشرعي للشعب السوري « والمرفوض داخليا , في اجتماع تونس وكذلك لدى الاتحاد الاوروبي ومجلس الامن , بل وتجاوز حدوده عندما تجرأ وتوجَه لمسيحيي الشرق وكأنه المدافع عنهم والحامي لوجودهم مصوراً اياهم مواطنين من أصول فرنسية .‏

في محاضرة معنونة ( مسيحيو الشرق والربيع العربي ) دعا جوبيه مسيحيي سورية إلى المشاركة في التطورات الإيجابية التي تشهدها بلدهم في إطار ما يسمى الربيع العربي وذلك في سبيل رؤية خاصة لسورية المستقبلية, وشدد جوبيه على مسألة احترام الأقليات وركز على توحيد صفوف المجلس الوطني السوري .‏

رغم التصعيد الإرهابي الكبير والمتعدد الأشكال الذي يتعرض له الشعب السوري , فإ ن الشعب السوري قد صَوت لتوه للدستور الجديد ما يعني أن الإصلاحات مستمرة وأن الحل السياسي ممكن بعكس ما يرى الوزير الفرنسي ويطالب وذلك بتكثيف الاتصالات مع المجلس الوطني السوري وحماية المسيحيين وضمان استمرارهم . عندما يقول جوبية بأن مسيحيي الشرق قلقون على استمرار وجودهم وبقائهم في المنطقة التي يعيشون فيها منذ أكثر من 2000 عام , قلقون بالنسبة لاحترام حقوقهم في سياق هذه الاضطرابات , قلقون أمام تصاعد حدة التوترات المتعلقة بالتدين و أكثر من هذا بأنه يتفهم مخاوفهم فإنه لا يدافع ابداَ عنهم , بالتاكيد هوليس شارل دويغول الذي توجه للجزائريين معترفاً بحقوقهم الوطنية‏

سيد جوبيه : إنك شريك مع برنارد هنري ليفي في فبركة ما يسمى ثورات الربيع العربي ( العربة التي يصل بها التكفيريون للسلطة. ) أنتم مسؤولون عن تحطيم صلبان المقبرة المسيحية في ليبيا , فهل هذا هو النموذج الذي تقترحونه لحمايتنا ؟ !! إنك لست بقدر الدولة التي تنتمي لها!!.‏

إننا نرفض اقتراحكم , ونرفض أن تصفونا بأقليات فنحن لسنا كذلك , إننا مواطنون نتمتع بحقوقنا كاملة ,نحن نخضع لله وفق تعاليم الإنجيل مثلما يفعل المسلمون بناءً على تعاليم القران ,ونحن نتعايش معاًعلى هذه الارض ونتشارك التاريخ والثقافة واللغة أيضاً معاً .‏

لقد عبرت الكنيسة الكاثوليكية عن قلقها من تداعيات الموقف الفرنسي (سياسة الرئيس و وزير الخارجية ) إزاء ما يجري في سورية والشيء ذاته أكده المهتمون بالتطورات السورية وهم يعرفون تماماً الدور الفرنسي فيها .‏

وعند حديث الوزير جوبيه عن العراق قال :» إن مسيحيي العراق دفعوا ثمناً كبيراً خلال السنوات الأخيرة .» لكن ماذا فعلتم أنتم أيها الوزير طوال هذه المدة؟ !!! إنهم لم يدفعوا ذات الثمن في عهد صدام حسين (ونحن هنا لا ندافع عن نظام ما), بل كانت كل معاناتهم تحت الاحتلال الأميركي والأطلسي الاستعماري فأجبروا على ترك منازلهم وأحيائهم بل وهُددوا وفجرت كنائسهم أمام أنظار قوات الاحتلال وبتخطيط من استخباراته وبمعرفة الحكومات الغربية والمسؤول عن ذلك هو أنتم وليس الشعب العراقي !‏

حتى أقباط مصر حسب الوزير جوبيه تعرضوا للتمييز العنصري واغتصاب الحقوق. ولكن أليس من وصل للسلطة في بلدان « الربيع العربي » لا بد ان ينال مباركتكم أيها الوزير؟ !! ومن يقف وراء الفتنة عندما صدرت ولأول مرة في التاريخ المصري فتاوى في أعياد الميلاد ورأس السنة الماضية لمنع المسلمين من معايدة المسيحيين وحرمت على المسلمين بيع كل ما له صلة بهذه الأعياد ؟ !!‏

أنا لست مع حروب الأديان ولا مع صدام الحضارات. ونحن نعتبر الشعب المصري كلاً لا يتجزأ , مسلمون ومسيحيون كلهم مواطنون متساوون .‏

نحن في لبنان أكثر من يعرف ماذا يعني إشعال نار الفتنة الطائفية التي اكتوينا بنارها سنوات طويلة والتي هي نتاج رغبة استعمارية بالسيطرة عبر التفرقة فكان التقسيم الذي لا زلنا نتوارثه جيلاً بعد جيل منذ 1860 والذي كرسه الغرب طوال هذه السنين .‏

لقد عرفت سورية ومنذ الأزل كيف تحمي نفسها ضد هذا النوع من المشكلات والفتن بفضل شعبها وقادتها ولذلك نحن لانريد أن نسمعكم ثانية تقولون : فرنسا لن تترك المدنيين والمسيحيين ولن تتخلى عنهم , فقط نريد أن تتركونا نعيش بسلام وهدوء , وأن تتوقفوا عن التلاعب بمصيرنا وحبذا لو تأخذوا بنصيحة الأب بشارة الرا عي التي وجهها لكم كاعتراض على تعاطيكم مع المسألة السورية عندما زار فرنسا مؤخرا .‏

هل فعلاً تريدون مساعدتنا ؟ إذاَ فساعدوا دولنا وشعوبنا بإيجاد حل يردع اسرائيل. إن الحنين لإرثكم الاستعماري ً يدفعكم للتفكير بالعودةلصورتكم الاستعمارية السابقة . إنكم تدَعون الرغبة بمساعدتنا وحمايتنا لكننا لسنا بحاحة لكم فنحن نعرف تماماً كيف نحمي أنفسنا , ففرنسا التي تؤدي اليوم دوراً شيطانياً تخلت ومنذ زمن عن دورها وحضورها الإيجابي في الشرق الأوسط .‏

 بقلم : ميشيل سماحة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية