تعانق هتافاتها التي تغنّي للوطن بملء حناجرها تعبيراً عن الصمود والتفاؤل والثقة بالمستقبل ، وتأكيداً على الإصرار لمواجهة المؤامرة والمضي في مسيرة الإصلاح والتطوير .
أجل .. ساءهم ذلك فأرادوا أن يقلبوا هذا المشهد الوطني الرائع إلى مشهد مأساوي يزرع الدمار والرعب والخوف ،علّهم يغيّرون من طبيعة هذا الشعب العظيم، الذي يقف شامخاً ويرفض الخضوع ويأبى الذل والهوان . فصعّدوا من أساليب تحريضهم وإرهابهم، وقاموا بتنفيذ تفجيرين كبيرين هزّا مدينة دمشق صباح ( السبت 17/3/2012 ) في صباح مشرق هادىء تسطع شمسه في سماء صافية بعد أيام جادت بها عطاءات السماء ، فجاء عملهم الإرهابي / الوحشي عاصفة هوجاء ليعكّر صفو هذه الأجواء وألقها ، عملاً بأوامر وكلاء المؤامرة في (الدوحة والرياض) لتكتمل أبعادها الثلاثة المكشوفة (الخارجية +العربية+ الإرهابية ) ، بعد تصريحات جوقة الثنائي الحاقد (حمد- سعود ) وضابط الإيقاع (داود أوغلو ) الذي يخفي كيده وراء ابتسامة صفراء مقيتة ، هذه التصريحات التي كشفت عن دعم هؤلاء للمعارضة المسلّحة وإمدادها بالمال والسلاح لتفعيل المواجهة المسلحة ضدّ (النظام ) في سورية، وبعد التهديدات التي أطلقها بعض أفراد عصابة (مجلس اسطنبول ) ورئيس ما يسمّى ( الجيش الحرّ ) ونائبه بتنفيذ عمليات إرهابية / تفجيرية في مناطق مختلفة من سورية .
والمتابع لتوقيت هذه العملية الإرهابية وما سبقها في دمشق وحلب ، سيلحظ من دون عناء أنّها تأتي متزامنة مع الموقف السوري المتجاوب مع مساعي المبعوث الدولي ( كوفي عنان ) ، وترحيب السلطات السورية باللجنة الفنية التي اقترحها لدراسة الأوضاع في سورية عن كثب ، كما جرت تفجيرات دمشق ( 26/1/2012 ) إبان وصول بعثة الجامعة العربية. وليس في الأمر غرابة ، ولكن الأكثر غرابة أن تصدر تصريحات من أدوات المؤامرة في جوقة ( مجلس اسطنبول ) كالمعتاد بعد كل عملية إرهابية ، باتهام السلطات السورية بتدبير هذين الانفجارين وتنفيذهما، لتبرئة المعارضة وعصاباتها المسلّحة من هذه الأفعال الإجرامية. وهنا نستشهد بالمثل القائل« مجنون يحكي وعاقل يفهم » ، فإذا كانت جوقة ( اسطنبول )من المأزومين والمجانين يحكون ويصرحون كما يشاؤون ، فإنّ العقلاء من أبناء شعبنا وغيرهم ، يفهمون ويدركون أن السلطات في سورية لا تدمّر مؤسساتها الرسمية والأمنية ، وتهدم البيوت على مواطنيها الأبرياء / الشرفاء الذين يتمسكون بوطنه ووطنيتهم ؛ إنّها الوقاحة ، بل السفاهة التي يبديها هؤلاء العملاء والمتآمرون وهم يعرفون أنهم يكذبون على أنفسهم ويريدون أن يصدّقهم الآخرون ويخدعونهم بأقوالهم وأفعالهم .
لقد أزالوا عن وجوههم ما بقي من حياء إذا كانت لديهم بقية من حياء ، وتخلّوا عمّا بقي من ضمائرهم إذا كانت لديهم بقيّة ضمير . ولذلك ينطبق عليهم المثل القائل : « إذا لم تستحِ فقل ما شئت .. وافعل ما شئت » .
ولنسأل أصحاب التحريض والدعم العسكري وإثارة الفتنة ، هل لبّت حقدكم وكيدكم تلك المشاهد الدموية التي راح ضحيتها عشرات من المواطنين الأبرياء بين شهيد وجريح ،ممّن كانوا في طريقهم إلى أعمالهم أو ممّن كانوا نائمين في بيوتهم ؟ وهل استمتعتم بمناظر البيوت المهدّمة التي تنهار على رؤوس ساكنيها ؟ أم أعجبتكم أرتال السيارات المحترقة المركونة أمام بيوت أصحابها حيث تناثرت قطع بعضها بأشكال مختلفة ؟ ولم يرفّ لكم جفن ، ولم تستنكروا تلك الأفعال ولم تدينوها ، كما تفعلون عندما يقتل أي إرهابي أو مسلّح اعتدى على أمن الوطن والمواطن ؛ ونحن لا نستغرب مواقفكم هذه لأنكم شركاء حقيقيون في هذه الجرائم..! لا شكّ أنّ تلك المشاهد المأساوية والمناظر التي تخشى العيون أن تراها ، تلبّي نزعتكم العدائية ضد الشعب السوري ، وتآمركم على سورية ومواقفها الوطنية والقوميّة ، بعدما فشلت كل أساليب مقاطعاتكم وعقوباتكم ، وبعدما أفلستم سياسياً بدءاً من مجلس الخليج إلى مجلس الجامعة ، وانتهاء بمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ، على الرغم من جهودهم المستميتة من أجل إصدار قرارات لإدانة السلطات السورية وهي تواجه عمليات أدواتكم الإرهابية ، تحت ما تسموّنه وقف ( القمع والعنف ) وحماية المدنيين، وأنتم أعلم من غيركم بمن يحرّض على العنف ويمارس القتل ضد المدنيين ، ومن هم المدنيون الذين يحتاجون إلى الحماية من أدواتكم المأجورة المجرمة ..!
ولو تساءلنا ، أو سألناكم ، لمصلحة من تجيّر نتائج تلك العمليات الإجراميّة ، التي تستهدف الوطن والمواطن معاً ؛ وهل هذه الأفعال المنافية للقيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية ، تسهم في مساعدة الشعب السوري على حل الأزمة ، كما تدعون وتتبجحون ؟ وهل سيكون الحلّ الذي تريدونه معمّداً بدماء الأبرياء من الشعب السوري لحساب أعدائه ، وأنتم في مقدّمة هؤلاء الأعداء ؟ طبعاً الإجابات على هذه التساؤلات ليست منكم بل من الشعب السوري الوطني الأصيل الذي خبر نواياكم ومواقفكم التي أبديتموها تجاهه خلال عام من الأحداث التي شاركتم فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة ؛ فإن كانت نتائج هذه العمليات وسيلة لإسقاط ( النظام الوطني ) وإضعاف سورية ومواقفها وصمودها ، فقد خسئتم وخسرتم رهاناتكم ؛ وإذا كانت النتائج من أجل إرهاب المواطنين السوريين الشرفاء للتخلّي عن مواقفهم وتمسّكهم بوحدتهم الوطنية ، ودعمهم مسيرة الإصلاح والديمقراطية ، فقد أخطأت حساباتكم وخسرتم تجارة عمالتكم ، لأنّ الشعب السوري أدرك طبيعة المؤامرة واستوعب أهدافها وأدوار أدواتها ، ولن تفتّ من صموده وقوّة حبّه لوطنه هذه الأفعال الإرهابية .
وهذا ما عبّرت عنه ردود الأفعال الشعبية السريعة ، والتصريحات المستنكرة المؤكّدة وعي الجماهير الشعبية وصمودها في مواجهة المؤامرة الدنيئة ، سواء تصريحات السياسيين أم رجال الدين أم المفكرين ورجال الإعلام ، أم الفعاليات التي أشعلت الشموع في المشافي لأرواح شهداء الإرهاب لكي يبقى كل شهيد شمعة تواجه ليل خفافيش الظلام ، وتضيء مستقبل سورية المشرق،سورية القلعة