وفي حين طالب البرلمان الأفغاني محاكمة الجندي علنياً كما تواصلت ردود الأفعال منددة بمجازر الاميركيين هذه وماسبقها ايضاً من مجازر أخرى كان آخرها حرق نسخ من المصحف الشريف .. الذي شهد احتجاجات افغانية عارمة... أما مدينة جلال آباد كبرى شرق أفغانستان فقد شهدت أمس تظاهرة حاشدة لمئات الطلاب منددين بالولايات المتحدة الاميركية وذلك في اول تجمع من نوعه احتجاجاً على ضحايا الجندي الاميركي ال 16 في قندهار بعد أن قتلهم بدمٍ بارد. في حين كان رد فعل الناتو مخزياً وعارياً عليه ايضاً.
وفي ردود الافعال الدولية جدد وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي موقف بلاده الحريص على أمن واستقرار افغانستان في ظل انهاء الاحتلال الاجنبي الذي يشكل العنصر الرئيس لزعزعة الامن الافغاني. وذلك خلال استقباله الممثل الجديد للامين العام للامم المتحدة في شؤون افغانستان يان كوبيش كما ادان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ممارسات الجنود الاميركيين الوحشية وارتكابهم المجازر في قرى افغانستان وقتلهم النساء والاطفال والرجال بما يشكل امراً لايمكن تجاوزه بسهولة مشدداًَ على أن دماء الابرياء ستفضح المجرمين وستخرج اميركا من هذا البلد بهزيمة أكبر من هزيمتها في العراق مشيراً في الوقت ذاته إلى ما حصل في قاعدة باغرام من حرق نسخ للقرآن الكريم.
من جهته اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين عن صدمة بلاده من المجزرة وقال: إن بلاده تقدم تعازيها لعائلات الضحايا وتأمل بعودة السلام والاستقرار لهذا البلد قريباً.
أما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية فأكدت ان الجريمة التي اقترفها أحد الجنود الامريكيين تأتي كجزء من سلسلة واسعة من الوحشية الغريبة التي ستعرقل بالتأكيد الامال الغربية في خروج سلس لقواتها العسكرية من أفغانستان.
واضافت الصحيفة ان تمكن الجندي من الخروج من قاعدته ودخول منازل المدنيين واطلاق النار بشكل منهجي عليهم اثار موجة من الصدمة في البلاد التي يثير فيها حادث مقتل مدنيين على ايدي قوات من الناتو احتجاجات عارمة حتى وان ادعى الحلف انها وقعت بالخطأ.
ولفتت الصحيفة الى أن جنرالات اميركيين في كابول مازالوا يعانون من موجة الغضب العارمة التي أثارها حرق المصاحف الشريفة في قاعدة باغرام الجوية في الشهر المنصرم وان هذه المجزرة تمثل نوعا جديدا من الازمات.
كما اعتبرت ان عملية القتل هذه تشكل احدث حلقة في سلسلة الجرائم التي يرتكبها القوات الغربية والتي كشفت عن نقاط الضعف في خطة الغرب سحب قواتها قبل نهاية 2014.
في هذه الاثناء اظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه أمس أن نحو ثلاثة أرباع البريطانيين يشككون بامكانية الانتصار في حرب افغانستان بعد مرور نحو 11 عاما على غزوها.
وذكرت (يو بي اي) ان الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة كومريس ونشرت نتائجه صحيفة الاندبندنت البريطانية وجد ان نسبة المشككين ارتفعت من 60 بالمئة في حزيران من العام الماضي الى 73 بالمئة الان بينما يؤيد 55٪ من البريطانيين سحب قواتهم فورا من افغانستان بالمقارنة مع 48 بالمئة العام الماضي.
أما في الشأن الميداني فقد قتل جندي افغاني واصيب شرطي بجروح في كمين استهدف الوفد الافغاني المكلف بالتحقيق بالمجزرة بعدما فتح مسلحون مجهولون النار عند وصول الوفد الى موقع مجزرة بانجواي في منطقة زانغ اباد في قندهار دون ان يتعرض أحد من عناصر الوفد لاذى في حين فر المسلحون من المكان بعد اشتباك مع الشرطة. وقد ضم الوفد شقيقي الرئيس الافغاني حامد قرضاي قيوم وشاه والي والمبعوث الخاص للرئيس الافغاني الى المناطق الجنوبية أسد الله خالد والنائب عبد الرحيم أيوبي وأعضاء في المجلس المحلي لقندهار ومسؤولين اخرين في قندهار.