لأنه عندما تنسحب الدولة من حماية مواطنيها فذلك يعني أنه لا سيادة لها على تلك المناطق معتبرا أن هذا المطلب هو جزء من المشروع الهجومي العالمي المنسق على سورية سواء من قطر أو السعودية أو الولايات المتحدة الامريكية أو تركيا.
وقال سمارة في حديث للتلفزيون العربي السوري الليلة الماضية ان قيام بعض الانظمة العربية بالدفاع عن المجموعات الارهابية المسلحة وتبرير اجرامها هو دليل على حالة معينة تتمثل اما بالتخلف العقلي واما بعملية ابتلاع الثقافة والخطاب الليبرالي الغربي الجديد الذي يضخ لهؤلاء سموما معينة ليقوموا باعادة انتاجها وتوزيعها.
وأضاف سمارة ان الطريق الوحيد لحل الازمة أمام سورية هو الصمود والاستمرار في مشروعها الاصلاحي مشيرا إلى أن من حق الحكومة السورية دراسة النقاط الخمس التي تم الاتفاق عليها بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والجامعة العربية بشكل دقيق وواضح حفاظا على الشعب السوري وسيادة سورية كما أن من حقها أن تعترض على دخول أي مواطن من أي دولة معادية لسورية بدءا من دول الخليج ووصولا إلى الولايات المتحدة يمكن أن يلعب دورا في التحريض وتفجير الاوضاع والاخلال بالنظام بطرق متنوعة.
وأوضح سمارة أن هناك ثلاثة أنواع لتسليح ما يسمى بالمعارضة السورية تقوم به الدول المعادية لسورية أولها تسليحهم بالنار ولكن كل ما يمكن أن يرسلوه من أسلحة قد تم ارساله من مختلف الدول العربية والمحيطة بسورية وخاصة تركيا وثانيهما سلاح الاعلام وهذا السلاح عمل منذ بداية الازمة في سورية ولا يزال يعمل دون أي روادع أخلاقية مؤكدا أن قناة الجزيرة تمثل رأس حربة في هذا الموضوع فيما يتمثل السلاح الثالث بهدر واسقاط القيم الثقافية والسياسية والقومية العربية.
وقال سمارة ان عملية التراجع في المواقف من قبل الدول المعادية لسورية واضحة تماما وخاصة أن هذه الاسلحة الثلاثة بدت وكأنها لم تعط ثمارها كما كان متوقعا ولذلك يبدو أن بعض الدول التي قامت بتمويل المعارضة وهذه الاسلحة تحاول الخروج بشيء من حفظ ماء الوجه عبر تقديمها تنازلات معينة حول المقترحات الخمسة التي تحدث عنها وزير الخارجية الروسي خلال اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
ولفت سمارة إلى أن الولايات المتحدة الامريكية لم تعش يوما واحدا دون التخطيط لتدمير الامة العربية محذرا من أنه قد تكون هناك محاولات أخري تجاه سورية بعد أن أبدت الولايات المتحدة بعض المرونة على ضوء الموقف الروسي والصيني مؤكدا أن هذه المرونات التي نراها اليوم في مواقف بعض الدول مرتبطة بصمود الموقف السوري.
وبين سمارة أن الاعلام المضاد يكرر يوميا مسألة وجود تفكك في الجيش العربي السوري بينما الذي تفكك في الحقيقة هو الجيش الاعلامي لقناة الجزيرة كما لاحظنا في الايام الاخيرة ما يؤكد أنه اذا أتيحت الفرصة للمواطن العربي كي يقرر رأيه بالاختيار فانه سيقف ضد هذه المؤسسات رغم الاموال الكثيرة التي تضخ كرواتب و رشاوى.
ونبه سمارة إلى أن الخطر ما زال قائما بالرغم من التماسك في الموقف السوري لأن المسألة هي أقدم وأعمق من اتفاقية سايكس بيكو حيث ان ما فشلوا بتحقيقه في الوطن العربي عبر فرنجة الاقطاع يحاولون تحقيقه الان عبر فرنجة رأس المال الخليجي وفرنجة الدين السياسي الذين سيقومون بمذابح كما يفعلون الان مشددا على ضرورة قراءة التاريخ بشكل معمق.
وقال سمارة ان المطلوب الان هو تحالف حركات التحرر الوطني في مختلف الدول العربية ببعد قومي من أجل التصدي للدول الامبريالية وأدواتها من الانظمة المستفيدة والتابعة لها محذرا من موضوع التدخل الانساني الذي يتم الحديث عنه لانه عبارة عن مقدمة لمشروع عدوان واختراق ليس أكثر.
وأشار سمارة إلى وجود مشروعين في الوطن العربي أولهما المشروع الصهيوني عبر بعض أدواته العرب وثانيهما المشروع الوطني والقومي لافتا إلى وجود مجموعات من المثقفين العرب يروجون لتدمير سورية وكأنهم لا يقرؤون التاريخ فأنا أتفهم أن يستدعي حمد بن جاسم الاستعمار لانه احد أدواته ولكنني لا أتفهم أن يقوم سياسيون ومثقفون باستدعاء الاحتلال والاستعمار لاوطانهم لان هذا الامر غير معقول ومخجل ومخزي.
واعتبر سمارة أن السبب في غياب القضية الفلسطينية عن الساحة العربية في ظل التطورات التي تشهدها يعود إلى ارتباط وتبعية بعض الانظمة العربية بالنظام الرأسمالي العالمي المأزوم الذي يبحث عن فرصة لتجاوز أزمته والى دعم هذه الانظمة من قبل الولايات المتحدة اضافة إلى وجود قواعد غربية في دول الخليج وسيطرة الخطاب والتكتيك الصهيوني على السياسات العربية.