وإلى المكونات الرئيسية التي تحتويها وطرائق التدريس المتبعة والنظر إلى الاستراتيجيات الحديثة المطلوبة لتسهيل عملية التعليم وتحسين البيئة التعليمية التفاعلية مع الطلاب.
مخاوف منهجية التطبيق
وخلال إطلاق وزارة التعليم العالي للمرحلة الثانية في تطوير المناهج لفتت انتباهنا تساؤلات بعض الأساتذة الجامعيين والمعنيين حول كيفية تطبيق المعايير الجديدة في المناهج وكيفية الصياغة ومنهجية التطبيق اضافة إلى مطالب البعض بالابتعاد عن النمطية والتقليد في الصياغة الجديدة لمناهج جامعاتنا والأخذ بعين الاعتبار حاجات الجهات والقطاعات المختلفة من مخرجات التعليم العالي.
وبالجانب الفني تخوف البعض من مسألة الاعتماد على بعض الخبرات من مراكز غربية مثل المركز البريطاني، المركز الفرنسي، متسائلين عن الجوانب الاحتياطية والاعتماد على الخبرات الوطنية.
مضمون الرسالة
ومن خلال متابعتنا لهذه النقاط مع الدلائل الإرشادية التي وضعتها وزارة التعليم العالي والمراحل التي سيتم العمل عليها في إنجاز صياغة المناهج نجد أن أهم بند يركز عليه في هذه المرحلة هو توثيق رسالة الجامعة ورسالة الكلية ثم تبنيها ضمن التوجهات الحديثة للبرامج وما تراعيه للمعايير الوطنية ومتطلبات السوق والتوجهات العالمية.
وأيضاً مناقشة وتبني المعايير المرجعية الأكاديمية مع الكوادر التدريسية والمعنيين في الكلية أو الجامعة.
وهذا يعني أن رسالة الجامعة أو المؤسسة العلمية في الصياغة الجديدة ووفق تأكيدات الوزارة هي تأمين فرص التعليم والبحث العلمي وأن تتناسب مع التطور العالمي ومستلزمات التنمية المستدامة بحيث تشمل هذه الرسالة إجابة على العديد من العناصر ومنها على سبيل المثال ماذا نريد من اعداد الخريجين في المجال كذا؟ ولماذا نطور الاهتمام بالجانب كذا؟ مع من يجب أن نتعاون؟ وأين وكيف يكون الاستثمار الصحيح في كذا وكذا؟ وما مدى الجودة التي ستتحقق؟.
الخطوات موجودة
وذكر د. نجيب عبد الواحد معاون وزير التعليم العالي: أن هناك مراحل عديدة لتحضير رسالة كل جامعة بحسب خصوصيتها فهناك فرق عمل يتم تشكيلها من المؤسسة التعليمية وورش عمل تخصص لكتابة الرسالة بمكوناتها الستة ثم كتابة المسودة الأولى وعرضها على أعضاء المؤسسة التعليمية لمناقشتها وتحضير النسخة الثانية من مسودة الرسالة باللغتين العربية والانكليزية وأخيراً عرضها ومناقشتها مع المعنيين لتبنيها من قبل مجلس الجامعة.
وحسب كتاب الدلائل الإرشادية تأتي مرحلة تحري التوجهات الحديثة للبرامج وآلية الحصول على المعلومات المطلوبة وتقديم النتائج والدراسات التي يجب أن تتضمن منهجية العمل وأدواته ، جوانب المنهاج والنقاط التي تم التركيز عليها قائمة بفرق العمل المشاركة في جمع المعلومات قائمة بالمراجع والمصادر العلمية وجدول بالفجوات والمشكلات الموجودة وآلية حلها وجدول بنقاط القوة وآلية توظيفها.
توصيف البرنامج
ممكن لأي مطلع على كتاب الدلائل الارشادية للمناهج الجديدة أن يتوقف عند المراحل الست المطروحة لإعداد صياغة المناهج إلا أن مرحلة توصيف البرامج لها خصوصيتها منذ صياغة مواصفات أي برنامج تعليمي لابد من السؤال: ماذا نريد لطلابنا أن يحققوا من المعرفة والفهم؟ وما هي المهارات الذهنية والمهنية والمهارات القابلة للقياس وإمكانية تطبيقها في مجموعة من السياقات؟
وأيضاً ماهي المرجعيات التي يمكن أن تعتمدها البرامج لإظهار أن مانريد لطلابنا أن يحققوه له تداول في المجتمعات الأكاديمية والمهنية وأرباب العمل؟
وكيف نتوقع من طلابنا تحقيق المحصلات التعليمية المستهدفة؟
ولهذا كانت التوجيهات من المساهمين في إعداد الدلائل الإرشادية أن يتضمن توصيف البرنامج مجموعة من المعلومات التي تنص على المحصلات التعليمية المستهدفة (معرفة، فهم، مهارات في موضوع محدد،..الخ)
وأن يكون التوصيف واضحاً ومفهوماً من قبل الأشخاص غير المختصين.
مثل الطالب وأصحاب العمل وأن تساعد الطلاب على فهم ماهو متوقع ومطلوب منهم.
وأن يحدد الكادر التدريسي المحصلات التعليمية المطلوبة بدقة وذلك من خلال النظر في طرائق التدريس والتعلم التي تمكن المتعلمين من تحقيق النتائج والمحصلات المطلوبة منهم.
وهذا يوفر معلومات جوهرية حول البرنامج العائد لمجموعة من الجهات بما في ذلك الطلاب الحاليين وطلاب المستقبل وأرباب العمل والمراجعين ..الخ.
ولعل دراسة متطلبات البرامج الحديثة في ضوء المعايير المرجعية الأكاديمية المصاغة توفر إمكانية الانتقال إلى نظام المسافات والساعات المعتمدة لبعض البرامج.
وبالتالي كتاب الدلائل الإرشادية يتضمن كل الخطوات المطلوبة لإنجاز المرحلة الثانية والتي أشار الدكتور نجيب عبد الواحد أن مدتها ستة شهور في الجزء الأول منها..