رهان الحضور الدرامي
مشاكسات الأربعاء 31-7-2013 فؤاد مسعد لم يكن مطلوباً من الدراما السورية وسط الظروف التي تعيشها البلد أن تقدم أعمالاً توازي ما كانت تقدمه قبل عامين ونيف على مستويي الكم والنوع ، لا بل من الظلم مقارنتها بسوية ما كان يقدم من أعمال سورية قبل الأزمة التي ألمت بسورية ،
فاليوم بات الهدف مختلفاً وسط صعوبات تحدث عنها الكثيرون ليس أولها اقفال عدد من شركات الإنتاج وهجرة بعض المنتجين وليس آخرها انقطاع شريان التمويل العربي والخليجي تحديداً لعدد ليس بالقليل منها.. فبما أننا نعيش حالياً في ظروف استثنائية ينبغي أن نقبل بالقول : إن الدراما التلفزيونية تعيش هي الأخرى ظروفاً استثنائية وتحديات ربما هي الأقسى والأصعب على مر السنوات الماضية. وبالتالي الهدف الحقيقي الذي سعت إليه الدراما السورية هذا العام هو إثبات حضورها وبقوة على المحطات العربية، فمجرد حضورها بهذا الزخم يعتبر بحد ذاته نجاحاً وكسباً للتحدي قبل النقاش في أي موضوع آخر يتعلق بالمستوى والقضايا المطروحة وكيفية معالجته.. فكلها أمور ينبغي التطرق إليها، لا بل لزاماً على جميع العاملين في هذا الحقل التطرق إليها والوقوف عند الإيجابيات والسلبيات، ولكن هناك أولويات ، واليوم الأولوية للاحتفاء بدراما عمل صناعها بظروف صعبة جداً لتكون حاضرة في شهر رمضان المبارك .
مما لا شك فيه أن هناك أعمالاً ركبت الموجة وجاءت أدنى حتى من المستوى الهابط ، وهناك الكثير الذي يمكن أن يُقال ضمن هذا الإطار ، ولكن بالمقابل هناك أعمال (على قلتها) شكّلت حالة يمكن الحديث عنها ، وبشكل عام الأمر الذي رجّح الكفة ودفع العديد من المحطات إلى عرض العمل السوري هو نزولها عند رغبة المشاهد العربي الذي تعود عبر سنوات وسنوات على دراما سورية ضاربة بجذورها المتأصل عمق الأرض .. ولكن كسب تحدٍ لا يعني الاسترخاء ، فهناك جولات وتحديات أخرى أمام الدراما السورية قد تكون أكثر قسوة وشراسة ، ولعل واحدة من أهم تحدياتها هي قدرتها على استقطاب جميع السوريين على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم وشرائحهم.. لتكون إحدى العوامل الجامعة، وبذلك ترتقي بدورها الفاعل والمؤثر في المجتمع.
Fmassad@scs-net.org
|