|
|
بين رصد الأزمة.. و خلق أزمة ! فضائيات أزمة...خلقها إرهاب تسلل إلى حياتنا بجنسياته المختلفة و عقائده الدموية مخلفا خرابا لم تستطع أمامه الدراما السورية لهذا العام سوى أن تجد نفسها بين مخلفاته الاقتصادية و الاجتماعية التي دخل البعض معها مراحل مأساوية...... أعمال درامية اتخذت من تلك المخلفات التي عكستها الأزمة ملعبا...تجول فيه بكاميراتها راصدة أسهم الدولار الذي بات يلدع يوميات المواطن التائه في خضم جنون الأسعار...أو مقتحمة عشوائية الحياة من خلال أحياء شعبية دخلها الإرهاب غير آبه ببؤس ساكنيها...ليجعلهم إما يخرجون عن نطاق الحياة أو يتجاوزون خط البؤس و الفقر........أو طارقة أبوابَ أناسٍ دخلوا دائرة الضياع بين مفاهيم و مصطلحات ومبادئ ساهم الإعلام في بعثرتها....... في حين اختار البعض الآخر ملعبا آخر أكثر خطورة و دقة حيث حاول أن يقحم كاميراته في مناطق ساخنة...أو ربما يرصد الأوكار الإرهابية المبعثرة هنا و هناك .....وأن تدخل كاميراته لهيب احد الانفجارات علها تجسد لحظة استثنائية حولت حياة كثير من الأبرياء إلى رماد.. خطوط درامية تناولت أزمة دقيقة تعيشها سورية من وجهات نظر مختلفة... ربما جميعها ترى أنها على يقين.. في حين أن الأزمة التي يمر بها بلدنا لا تحتمل أن تكون ساحة للتجريب الدرامي....ولا لعواصف التيارات الفكرية المختلفة المتناقضة.. عكست أثار الأزمة المعيشية و ربما الإنسانية حالة درامية هامة قد يصل فيها العمل إلى عمق المعاناة ....وقد يعد توثيقها و إيصالها دراميا رسالة إنسانية....إلا أن تجاوز الخطوط الحمراء و إقحام الكاميرا الدرامية في قضايا و زوايا قد تسهم في ترسيخ صورة زائفة .. أو تشويه صورة حقيقية.. ملعبا خطرا قد يسهم في تكوين صورة درامية متناقضة و مغايرة لما يحدث على ارض الواقع . وبالتالي توثق معلومات ربما تكون من وحي خيال الكاتب أو قصاصات جمعها من حكايات روت هنا و هناك تصبح الدراما معها بوجهات نظرها..و أفكارها..و زواياها الدرامية المختلفة ... كالشعرة التي قصمت ظهر البعير.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
