تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مهما كان الثمن..!!

فضائيات
الأربعاء 31-7-2013
جوان جان

أثارت وتثير الأعمال الدرامية المحلية في الموسم الرمضاني الحالي العديد من القضايا ووجهات النظر التي يذهب كلّ منها في اتجاه مختلف تماماً عما تذهب إليه الآراء الأخرى، وقد أفرزت هذه الأعمال العديد من المواقف المتباعدة تجاهها،

ونحن لسنا في سبيل استعراض هذه المواقف بقدر ما نودّ أن نشير إلى ظاهرة جديرة بالانتباه وهي أن الأعمال التلفزيونية التي ناقشت قضايا اجتماعية عامة ومزمنة وممتدة عبر عشرات السنوات والمتغلغلة في مجتمعاتنا دون أن تجد لها حلولاً كانت أكثر قدرة على جمع الاستقطاب حولها وشبه الإجماع على أهميتها وقوة نصوصها وقدرة مخرجيها على تقديم مادة درامية تلقى الإعجاب والقبول من مختلف الفئات، في الوقت الذي فشلت فيه الأعمال التي تصدّت حصرياً للأحداث الراهنة في سورية في أن تكون على مستوى الحدث والمسؤولية في تقديم مادة تلفزيونية راقية ومتوازنة وقادرة على مساعدة المتلقي في التخلّص من محنه وأزماته المستجدة وذلك لافتقادها لرؤية شمولية للحدث والإصرار على تناوله من زوايا ضيقة ومحدودة أدت لانفضاض المشاهد عنها وتبرّمه منها ووقوفه موقفاً عدائياً تجاهها لقصورها عن تناول القضية بمختلف جوانبها.. وهنا لا يمكننا وضع جميع الأعمال التي حاولت مقاربة الحالة السورية الراهنة في سلة واحدة، ففي هذا ظلم لبعضها وترويج غير مقبول لبعضها الآخر، إذ من الملاحظ أن بعض هذه الأعمال اجتهد فأصاب حيناً وأخطأ الهدف حيناً آخر، لكنه الخطأ الناتج عن الرغبة في الأخذ بيد المجتمع لتجاوز الأزمة الحالية، لكن ما لا يمكن أن يغفره المواطن السوري اليوم هو تعمّد قليل من الأعمال الدرامية السورية تشويه الحقائق وقلبها وبثّ روح الفرقة والاختلاف، بل وتعزيز غريزة الاقتتال والتناحر، وهو الأمر الذي يطرح إشارات استفهام عديدة حول الأهداف الكامنة وراء إنتاج مثل هذه الأعمال وتقديمها في هذه الظروف التي تحتاج منا إلى الكثير من التعقّل والرويّة في معالجتها بعيداً عن بعض الدراما الصبيانية التي رأت في الأحداث السورية مادة جاهزة للتجارة، بل للمتاجرة ولو كان ذلك على حساب الدم السوريّ.. والمفارقة هنا تكمن في أن بعض الفنانين المشاركين في هذه الأعمال عُرِفوا بمواقف شجاعة ومسؤولة وحريصة على عدم إهراق نقطة دم سورية واحدة، فما بالهم وقد انساقوا وراء هذه الأعمال التي يسوؤها أن ترى مواطناً سورياً عائداً إلى بيته أو عائلة متدثرة في حضن حيّها أو طفلاً يصمم على الذهاب إلى مدرسته مهما كان الثمن؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية