يبلغ عدد طلابها 4500 طالب وطالبة وتحوي خمسة أقسام:( الهندسة الكيميائية- البترولية- الغذائية وهندسة الغزل والنسيج) ترفد الكلية الصناعة النفطية والكيميائية والغذائية والنسيجية بالكوادر الهندسية للقطاعين العام والخاص في القطر وخاصة إذا ما علمنا أنها الكلية الوحيدة من نوعها في بلدنا شاملة لهذه الاختصاصات ولا يقتصر دورها على ذلك فهي تقدم الدراسات والاستشارات الهندسية والتحاليل إلى جميع شركات القطاع العام والخاص ذات الصلة باختصاصات الكلية، إضافة إلى الدورات التدريسية التي تجري بالتوازي مع العملية التدريسية...
وكلية الهندسة الكيميائية والبترولية شأنها شأن الكثير من المنشآت العلمية المهمة التي تعرضت للعبث والتخريب من قبل العصابات الإرهابية المسلحة... الأمر الذي ترك آثاره السلبية على واقع العملية التعليمية.. حول تلك الآثار والمنعكسات كانت لنا وقفة مع الدكتور محمد خضور عميد الكلية. الذي اطلعنا على واقع الكلية الحالي بكل شفافية ووضوح قائلاً: تعرضت ممتلكات الكلية ومحتوياتها للعبث من قبل أهالي الحي الموجودة به دير بعلبة ومن ثمة ازدادت الهجمة عليها وتطورت العمليات الإرهابية إلى خطف العاملين فيها حيث خطف عميدالكلية بتاريخ 23/10/2011 إضافة لإطلاق النار على المباني.
ناهيك عن القذائف الصاروخية والعبوات الناسفة الأمر الذي اضطرنا لنقل مقر الكلية إلى حرم جامعة البعث الكائنة على طريق حمص- دمشق حيث شغلنا قبو كلية الزراعة، وخلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الفائت تمكن المسلحون من دخول الكلية وقاموا بسرقة كامل الممتلكات والأجهزة القابلة للحمل من المخابر وتخريب الأجهزة غير القابلة للحمل، إضافة للسطو على الأثاث في المكاتب والمخابر والقاعات بما فيها أجهزة الكمبيوتر وأجهزة العرض في القاعات والمحاضرات، إضافة لتخريب البنية التحتية في الكلية، ورغم محاولاتنا المتكررة طوال الفترة السابقة للوصول إلى الكلية لتفقدها وتقدير حجم الأضرار التي لحقت بها لم نتمكن من ذلك إلا منذ شهرين فقط وبمساعدة الأجهزة الأمنية وخلال الجولة الميدانية لاحظنا الآثار الكبيرة للتخريب والدمار والسرقة الذي أصاب الكلية بحيث أضحت غير صالحة لاستقبال الطلاب ولإتمام مسيرة العملية التعليمية والتدريسية.
كما إن إعادة تأهيلها تحتاج لمبالغ طائلة تكفي لإحداث مبنى جديد ضمن الحرم الجامعي، كما أن الطلاب وأولياءهم والموظفين والعاملين في الهيئة التعليمية أصبح لديهم خوف وقلق من المقر السابق للكلية.
وأضاف الدكتور خضور: حصلت عمليات نقل كثيفة للطلاب من الكلية إلى كليات أخرى خوفاً من العودة إلى المقر السابق في دير بعلبة. هذا بشكل عام أما ما ترتب من تأثير على العملية التعليمية يقول خضور:
في ظل غياب المخابر النوعية التي كانت موجودة في الكلية فإن الدراسة حالياً غير مكتملة ينقصها الجانب العملي وخاصة إذا ما علمنا أن هذه المخابر غير متوفرة في كليات أخرى سواء في جامعة البعث أو بقية الجامعات السورية الأخرى، ويقتصر الجانب العملي للطلاب على الشرح النظري للتجارب والاستعانة بالصور وأجهزة الإسقاط واستخدام الخبرة الحقلية لدى أعضاء الهيئة التعليمية في تصوراتهم عن النتائج وهذا غير كافٍ لإعداد الخريجين وتزويدهم بالخبرات العلمية اللازمة في مجالات اختصاصاتهم الهندسية ما سيكون له منعكسات مستقبلية كثيرة تترك آثارها السيئة.
ما تقدم دفعنا لسؤال السيد عميد الكلية حول الحلول المقترحة والمرتقبة لعودة الحياة العملية إلى الكلية كما كانت.
حيث أكد قائلاً: ترفد كلية الهندسة الكيميائية والبترولية الجامعة بمبالغ مالية كبيرة من خلال مواردها الذاتية بإمكان تلك المبالغ أن تساهم في إحداث مبنى جديد للكلية ضمن الحرم الجامعي وتجهيزه بكامل الأجهزة المخبرية الضرورية والمطلوبة حرصاً على مستوى الخريجين والاستمرار برفد القطاعات الإنتاجية بالكوادر المتخصصة أو تخصيص الكلية بأحد المباني التي تشيد حالياً وهي قيد الاستثمار، كما نتمنى على الوزارات المعنية ذات الصلة باختصاصات الكلية ولا سيما وزارتي النفط والصناعة المساهمة في دعم بناء وتجهيز الكلية في حال صدور قرار من قبل رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي بإعادة بنائها حيث إن الوزارتين المذكورتين المستفيد الأول من خبرات الخريجين، وأشار العميد إلى ضرورة وضع الكلية ضمن أولويات وزارة التعليم العالي ولا سيما أن الكلية حالياً تعاني نقصاً شديداً في المكاتب والقاعات التدريسية إضافة لغياب الجانب العملي نظراً لعدم توافر المخابر ومما حاولت الهيئة التعليمية تلافي الخلل الحاصل فإن الوضع الراهن يؤثر على سورية الخريجين وخبراتهم المكتسبة خلال سنوات دراستهم التخصصية، علماً أن مقر الكلية السابق كان يحوي 45 مخبراً وحفارة ضخ سطحية للنفط كماأن المخابر كانت مجهزة بأحدث التجهيزات وفق المواصفات العالمية لتأدية الأغراض التدريسية والبحثية.