وقال الاحمر خلال لقائه الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في موسكو أمس ان سورية كانت بلد الامان والاستقرار في المنطقة وما وصلت اليه الان هو نتيجة مؤامرة دولية كبيرة قديمة وجديدة واستغلال ظروف معينة مرت بها المنطقة وما سموه الربيع العربي.
ولفت الاحمر إلى أن السعودية وقطر لعبتا الدور الاسوأ بالازمة في سورية بعد دور تركيا اذ ان الحزب الحاكم في تركيا حزب للشؤون الدينية وجاء الامريكيون في هذا الظرف ليحاولوا الاعتماد في المنطقة على ما يسمونه بالاسلام المعتدل أي أن الاعتدال هو الواجهة لتنظيمات الاخوان المسلمين التي تعتبر قاعدتهم في مصر بالاساس ولهم امتدادات في سورية وتونس والمغرب والجزائر وليبيا وفي بلدان أخرى.
وقال الاحمر: ان ما يسمونها المعارضة الان مهيأة من الخارج أما المعارضة الداخلية فقد جرى استقبال مجموعات كثيرة منها سواء كانت من الاحزاب الجديدة التي نشأت حديثا مثل حزب الارادة الشعبية والحزب القومي السوري وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية أو هيئة التنسيق الوطني وان هذه القوى مجتمعة متفقة على رفض الارهاب ورفض التدخل الخارجي وتؤيد الحوار الوطني من أجل سورية موحدة والاتفاق حول وجهات النظر المختلفة.
واكد الاحمر استعداد الحكومة السورية للحوار الوطني الا انه لا يمكن التفاوض مع ارهابيين لان التفاوض مع الارهابي لا يؤدي إلى نتيجة لكن الامريكيين لا يريدون أن تكون المعارضة في اطار المؤتمر الدولي الخاص بسورية داخلية.. هم يريدون أن تكون ممثلة في الائتلاف الخارجي فقط الذي يضم الاخوان المسلمين وبعض الاحزاب ويمكن أن يكون ذلك هو الخلاف الاساسي بين الموقف الروسي والموقف الأميركي حول من هي المعارضة اضافة إلى أنهم لم يستطيعوا حتى الان تشكيل وفد من هذه المعارضة للمشاركة في المؤتمر لانهم متفقون في مواجهة سورية وسوى ذلك فهم مختلفون حول كل شيء.
واوضح الامين العام المساعد للحزب ان هؤلاء لا يملكون أرضية عقائدية ولا سياسية ولو أتيح لهم تغيير النظام وهذا لن يتاح فستكون سورية في حالة فوضى والفوضى في سورية تعني الفوضى في المنطقة بكاملها وهذا ما يجعل أمريكا تقول اننا موافقون معكم على ان الحل السياسي اطاره وثيقة جنيف وأساسه توفير المناخ للسوريين في المباحثات وترك السوريين يحلون مشاكلهم بأنفسهم ولكنهم لا يريدون ذلك فهم يريدون أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية ويستمروا في تسليح المعارضة وتدريبها وان لم يكن ذلك مباشرة من قبلهم فانما يجري ذلك من قبل أعوانهم في دول الخليج من خلال توفير المال والسلاح والتدريب ويبقى التمرير عن طريق تركيا والاردن وهم يريدون اطالة عمر الازمة حتى يتم المزيد من الاضعاف لسورية.
وقال الاحمر: ان الحكومة السورية وافقت على كل المبادرات الداعية إلى حل الازمة بالطرق السياسية ولكن الطرف الآخر هو من يرفض التوصل إلى حلول سياسية وهو غير جاهز سياسيا ولا يجد من يرعاه في هذا الاتجاه ويموله فالامريكيون يؤجلون عقد المؤتمر الدولي وهم لا يريدون أن تكون هناك معارضة لها تأثير فعلي على الوضع في الداخل السوري.
وأكد أن نجاح سورية في سعيها لحل الازمة هو نجاح لروسيا ولسياستها المؤيدة للنظام الدولي الحقيقي وللشرعية الدولية ومنظمة الامم المتحدة والقانون الدولي.
بوغدانوف : لابديل
من الحل السياسي للأزمة
بدوره أكد بوغدانوف أن روسيا على تواصل مباشر مع تطور الاحداث في سورية وقال: لنا اتصالات دائمة مع السفير السوري في موسكو ومع سفارتنا في دمشق ومع وفود كثيرة تأتي لموسكو لذلك ان هذه الاتصالات المكثفة لا تسمح بمتابعة التطورات بأسرع ما يمكن فحسب بل تؤهل لتنسيق الخطوات المشتركة في المجالات الدبلوماسية والسياسية الدولية والعمل في منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن فيها والتباحث حول مسالة الاسلحة الكيميائية ومسائل مكافحة الارهاب وكذلك التركيز على الحل السياسي نظرا لانعدام وجود أي حل بديل منه.
وأشار بوغدانوف إلى أهمية المبادرة الروسية الامريكية حول المؤتمر الدولي الخاص بسورية والى ضرورة التسريع بتنفيذها لافتا إلى دور حزب البعث والى استمرار دعم المواطنين السوريين له والذي يحظى بشعبية كبيرة وهذا ما أثبتته نتائج الانتخابات الاخيرة مؤكدا وجوب الاستمرار في مكافحة الارهاب وضرب الارهابيين بيد من حديد في سورية في ظل دعم شعبي واسع وعدم اتاحة الفرصة أمام الاسلاميين المتطرفين لملء الفراغ الايديولوجي والفكري في الظروف المعاصرة.
وأضاف بوغدانوف انه يجب اشراك الشخصيات الدينية والاجتماعية والثقافية المتعقلة والرصينة المعروفة في سورية في البحث عن مخرج سلمي وحل سياسي للازمة في البلاد وأن تلعب دورا فعالا ضمن اطار المؤتمر الدولي الخاص بسورية المقرر عقده في جنيف والذي يظهر الجوهر الفعلي لكل من شارك فيه ولذلك فان أعداء سورية يماطلون في عقد المؤتمر مؤكدا ضرورة تعزيز التعاون في المجال الدبلوماسي السياسي وعدم تقديم أي ذريعة لاولئك الذين يخشون من عقد المؤتمر واللاعبين الدوليين الذين يقفون وراءهم.
من جانبه اكد أندريه كليموف عضو المجلس الاعلى لحزب روسيا الموحدة عضو مجلس الاتحاد الروسي ان جميع الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الروسي تؤيد القيادة الروسية ووزارة الخارجية في مواقفها المبدئية تجاه سورية.
وقال كليموف اثناء جلسة مباحثات جرت في مجلس الدوما الروسي بين ممثلي قادة حزب روسيا الموحدة الحاكم ووفد حزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة الاحمر ان قيادة حزب روسيا الموحدة تجري حوارا بناء مع جميع الاحزاب الممثلة في البرلمان الروسي بمجلسيه لمناقشة القضية السورية وبحثها مع قيادة الحزب الشيوعي الصيني حيث تقف روسيا والصين في صف واحد فيما يتصل بالشأن السوري.
وأشار كليموف إلى ان الدولة والحكومة والحزب الحاكم والبرلمان في روسيا الاتحادية يقفون ضد تدخل أي قوى خارجية في سورية ونحن نعتبر ان ما يجري في سورية هو شأن سوري داخلي حصرا ولذا فاننا نعارض أي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز التدخل الخارجي في سورية.
وقال كليموف ان قوى التطرف والارهاب سلبية وخطيرة جدا ونحن ندرك ان هذه القوى تحاول تقويض الاستقرار في مناطق روسيا الجنوبية واستخدام نفس الاساليب التي تستخدمها في سورية وندرك تماما ان تداعيات الازمة السورية تنعكس علينا أيضا معربا عن الادانة لاعمال القوى المتطرفة المعادية التي تتستر بشعارات دينية ولكنها تستخدم الارهاب وسيلة لتحقيق أهدافها.
بدورها قالت النائبة الاولى لرئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما عضو قيادة حزب روسيا الموحدة سفيتلانا جوروفا انه من النادر ان تتفق جميع الاحزاب الممثلة في هذا المجلس حول قضية واحدة ولكن المجلس اتخذ بالاجماع في العاشر من شباط الماضي بيانا رسميا حول الوضع في سورية أعرب فيه عن التضامن مع الشعب السوري وقيادته الشرعية.
وقالت جوروفا: اننا ننظر إلى الوضع في سورية كشرارة مؤهلة لاشعال اللهيب في منطقة القوقاز الروسية ولذلك تتخذ روسيا هذا الموقف المبدئي المؤيد لسورية ونحن نعمل على مواصلة ارسال المساعدات الانسانية اليها من الحكومة الروسية ومن المواطنين الروس العاديين مؤكدة ان الشعب الروسي بكل أطيافه يدعم سورية ويثق بصمودها وانتصارها على الارهاب الدولي في نهاية المطاف.
من جانبه اكد الاحمر حرص حزب البعث العربي الاشتراكي على التعاون مع حزب روسيا الموحدة بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين والذي يعتبر قوة فاعلة في المجتمع الروسي لافتا إلى ان مد الجسور بين الحزبين وتطوير التعاون بينهما ينعكس ايجابيا على العلاقات بين الشعبين والبلدين.
وأعرب الاحمر عن الشكر لمواقف روسيا الاتحادية والرئيس بوتين المبدئية حيال سورية وهذا ما يزيد من محبة الشعب السوري لروسيا وتقديره العالي لتأييدها الفعال على الحلبة الدولية ومنع القوى المعادية الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة من التدخل في سورية.
وقدم الاحمر عرضا مفصلا للاوضاع في سورية مؤكدا انه لا بديل من الحل السياسي فيها بموجب برنامج الحل السياسي للازمة ولكن المجموعات الارهابية المسلحة المدعومة من بلدان الخليج وفي مقدمتها السعودية وقطر وكذلك تركيا لا تريد حلا سياسيا وتواصل ارتكاب المجازر وسفك الدم السوري وتدمير المنشات العامة والخاصة ومشاريع البنية التحتية وتخريب اقتصاد البلاد مشيرا إلى ان الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا والمنطقة يمارسون سياسة النفاق وازدواجية المعايير تجاه سورية ويفرضون العقوبات والحصار على شعبها.
واكد الاحمر ان الشعب السوري صامد ومتضامن مع جيشه الباسل في تصديه للارهاب بجميع أشكاله ومظاهره وان القيادة في سورية قامت بخطوات ملموسة على طريق الاصلاح والحوار الداخلي لافتا إلى ان سورية بصمودها ومكافحتها للارهاب الدولي تدافع ليس عن نفسها فقط بل عن جميع الشعوب المحبة للحرية وعن الحضارة العالمية.
بدوره قال السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد: اننا نقدر عاليا الفهم الروسي العميق للوضع في سورية وسعي موسكو لايجاد حل ناجع فيها استنادا إلى هذا الفهم الصحيح مشيرا إلى دور روسيا الاتحادية الكبير في السياسة العالمية.
وأضاف السفير حداد ان قضية سورية ليست اقليمية بل هي قضية كونية عالمية يتوقف على حلها ويتقرر فيها مصير القانون الدولي والعلاقات الدولية في العالم المعاصر مشيرا إلى ان نفاق الغرب واستخدامه ازدواجية المعايير يعيقان انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية.
واتفق ممثلو حزب روسيا الموحدة وحزب البعث العربي الاشتراكي على تفعيل اتفاقية التعاون بين الحزبين وزيادة الوفود المتبادلة وحضور المؤتمرات الحزبية للجانبين.
حضر جلسة المباحثات مدير مكتب العلاقات الخارجية ومدير مكتب الإعلام في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.