فحسب الاحصاءات العالمية يعيش أكثر من مليار شخص في العالم مع نوع معين من الإعاقة الجسدية أو العقلية التي تتفاوت درجاتها، وغالبا لا يحصل هؤلاء على الرعاية الصحية والطبية اللازمة، وأكثر من نصفهم في العالم لا يملكون تكاليف العلاج.
وتعتبر فرص دخول المدارس والمنشآت التعليمية أقل بكثير عند ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة بغيرهم.
وفرص العمل ايضا لهؤلاء أقل بكثيرونتيجة كل ذلك غالبا ما يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من الفقر، فنحو اربعين بالمئة منهم لا يملكون حتى الاحتياجات اللازمة للتعامل مع نمط حياتهم، كالكراسي المتحركة والعكازات والأرجل الاصطناعية والعديد من المعدات الطبية.
ما يهمنا من اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة هو تسليط الضوء على فئة من هؤلاء تعاني بصمت أو تموت بصمت وهي فئة الصم، فقد بلغ عدد الصم في سورية 72 ألفاً، وهؤلاء محرومون من أبسط حقوقهم الانسانية كحق التملك، علما ان هذا مخالف للقانون 34 الخاص بأصحاب الإعاقة الذي يعطي باقي المعوقين كل حقوقهم الإنسانية، وحق الحصول على إجازة سوق، وحق فتح حساب مصرفي، وحق الدخول الى الجامعة الفروع العلمية وليس الأدبية، وحتى الادبية تقتصر على فرع او فرعين فقط , وهذا غيض من فيض معاناتهم .
قبل الأزمة التي ألمت بالبلاد كانت معاناة هؤلاء أقل بسبب تضافر الجهود الأهلية والحكومية لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم ولكن خلال الأزمة لم يعد هناك أي دعم تقريباً يصل الى جمعية الصم والبكم التي تمثل هذه الفئة - والتي احدثت قبل ستين عاما بجهود البعض من الشباب الصم -سواء عن طريق الجهود الأهلية أو الحكومية.
إنهم فئة قد غفلنا او تغافلنا عنهم وأهدرنا امكانياتهم الجبارة التي تتفوق احيانا على أقرانهم الأصحاء.
لاشك ان تخصيص يوم لذوي الاحتياجات الخاصة امر مهم لان هذه الفئة من الناس كما اسلفنا هي الاجدر بتذكرها , لكن الاعظم هو اتباع التذكر بعمل على مدار العام يخفف من معاناة هؤلاء , ويسهل حياتهم ويوعي المجتمع لمشاكلهم واحتياجاتهم ويحشد الرأي العام الى جانبهم باختصار فتح ابواب الحياة امامهم .