تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على قارعة الأعياد ومفارق التسليم بما هو آتٍ

شباب
الأحد 4-1-2015
غـانـم مـحـمـد

مَن أجادَ الصلاةَ فقد أدّاها مؤمناً بالله وبالوطن، ومَن يصرّ على المتاجرة بها فمازال ينتقل من خسارة إلى أخرى في موسم الأعياد السوريّ..

قرعنا الناقوس بشهادة أن لا إله إلا الله، وسجدنا مؤمنين بمحبة السيد المسيح وببداية التاريخ من مغارته اللاهوتية وهنا وهناك وجّهنا وجهنا للشآم جنةً وخلاصاً وملاذاً فأدرك العالم بأسره أن القول السوري هو القول الحقّ وأن ياسمين الشام لم يغيّر لونه منذ أن طلب الإله - وقد كان كل الزهر أبيض اللون- من كل زهرة أن تختار اللون الذي يعجبها فبدّلت كل الأزهار ألوانها إلا الياسمين تمسّك ببياضه وهو الأكثر حضوراً في الشآم لأنه يعرف ثبات الأرض التي أنبتته فانسجم بثباته وتمسكه مع ثباتها وصمودها وتمسّكها..‏

لا نعيد أنفسنا إلى حضن الأساطير ولكن نقرأ الحقيقة السورية التي فسّرت لا الأساطير وحسب وإنما ما عُميت عنه أعين المشككين بكل ما هو سوريّ جميل، ولنقولَ للعالم كلّه إن أي نبض فوق الأرض السورية لن يكون إلا سورياً بخصائصه وبتجذّره وبعمق وعيه وصلابة صموده، نحن لا نغمض العين عن الخسارات الكبيرة التي تعرّضنا لها بل نتعامل معها بكل الصدق والموضوعية من أجل أن ننهض منها ونعيد ترتيب البيت السوري كما نشتهي نحن السوريين، لا نحجّ إلى واشنطن كي نأتي بصكّ البراءة عما نفعله أو بتأشيرة القبول لما سنفعله، ولا نستجدي سرّاً وعلانية موافقة أي عدو على تصريح خجول أو موقف أكثر خجلاً فصوتنا كان على الدوام مسموعاً وباللغة السورية التي لا تضاهيها لغةٌ الأمر الذي اضطر العالم كلّه للبحث من جديد في مفردات هذه اللغة، فالثبات عنّا لا يحتمل أي تأويل والصمود لا يعني إلا الصمود والدم السوري هو الضمانة الأقدس في هذه المعادلة..‏

نتجه كبلد إلى جولة جديدة على طريق الحلّ السياسي للأزمة السورية، لن نعيد الكلام متفاخرين بأننا كوطن ومنذ اليوم الأول للأزمة طرحنا شعار الحلّ السياسي واستحالة نجاح أي مسلك آخر للحل، فهذه التفاصيل يرميها الكبار خلف ظهورهم ما دامت الغاية أنبل وأهمّ وهي خلاص الوطن من محنته، لكن نلفت نظر بعض الذين ما زالت ثقتهم ببلدهم مترددة فنقول إن الذهاب إلى (موسكو1) هو سطر جديد في بيان النصر السوري، ومن يراقب كيف تحوّل خطاب العالم إلى خطاب سوري أو يشبهه يدرك دون أي أدنى حدّ من الشكّ أن السياسة السورية انتصرت على كل أسلحة العالم وعلى أموال مشايخ النفط، فالمعارضة السورية - ولن ندخل في تصنيفات لها - تخاطب العالم بمفردات ما يسمونه (النظام السوري)، والغرب المعادي لسورية بدأ يطلب ودّها بأشكال مختلفة سواء بـ (التملّق الإعلامي) أو من خلال إبداء الرغبة بإعادة وصل ما انقطع بينها وبين الدولة السورية، والأهمّ من ذلك أن المصالحات الوطنية السورية مستمرة وتزداد رقعتها وهنا نعود إلى دواخل أنفسنا كسوريين حقيقيين فنقرأ بها أننا شعب أوعى من أن تأخذه ردّة الفعل فلم نسمع من أي سوري شريف رفض الذين تابوا وعادوا إلى حضن الوطن رغم جرائمهم السابقة ولم نسمع من أي جهة حكومية سورية أن العائدين إلى الوطن هم مواطنون من الدرجة الثانية أو أن جهة حكومية ستمنعهم من حقوقهم المدنية والقانونية والتسامح من شيم الكبار ومن شيم المنتصرين..‏

ثمة أمور يجب أن تحضر بقوة أكبر من الآن فصاعداً حيث نتجه في طريق العودة إلى حياتنا الطبيعية إن شاء الله ومنها أن تكثر اللقاءات الجماهيرية والشعبية التي تقف عند هذه التفاصيل وتؤكد عليها، والتركيز على ضرورة أن ننسى ونتسامح وأن يكون العنوان الأبرز للمرحلة القادمة هو دمل الجراح وتبريد الوجع وخاصة في أروقة جامعاتنا التي تجمع على الخير وعلى طريق المستقبل أبناءنا من كل الأطياف السورية وبالتالي فإن دور هذه الجامعات في قادمات الأيام يجب أن يكون متميزاً وقوياً ونعتقد أن هذه المسألة ليست غائبة عن ذهن وزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعات السورية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية