2015 أوراق مهمة لمعادلات جديدة
متابعات سياسية الأحد 4-1-2015 بقلم الدكتور فايز عز الدين لا يزال التاريخ العربي يشهد الحوادث التي تتكرر فيها الصورة الاستعمارية بهذا اللون أو ذاك، وكأنّ العقلَ العربي مستقيل عن التحليل، والكشف عن خفايا الأمور. ولو عدنا إلى أقرب تاريخ من تواريخ التآمر على حاضر بلادنا،
وشعبنا الذي هو تاريخ سايكس بيكو من العام 1916 زمن التحرر العربي من الإمبراطورية العثمانية المتخلفة، وزمن الحرب العالمية الأولى لرأينا كيف أن نتائج الحرب العالمية الأولى من 1914-1918 كانت على حساب العرب حين صُدِّرَتْ سايكس بيكو، ووعد بلفور 1917 لتقول للعرب: لا يحقُّ لكم أن تفكِّروا بالدولة القومية فقد تمَّ التوافقُ الأوروبي على تقسيمكم ووضعِ الأقطارِ المصمَّمةِ جديداً تحت الانتداب الأوروبي، وتوفير الظروف الإقليمية، والدولية من أجل إقامة الكيان الصهيوني الذي سوف يحلُّ المسألة اليهودية، ولو أنها مسألة أوروبية، لكنه تقرر أن تُحلَّ على حساب أرض العرب.
ومع هذا استمرت الاتصالات بين أجداد الذين يحكمون اليوم من الملوك والمشيخات مع الأوروبيين والصهاينة ولو كانت فلسطين ستخرج من الخارطة العربية، والقدس والمقدسات ستوضع تحت مشاريع التهويد، فهذا ليس مهمّاً عند ملوك الخيانة وشيوخ التبعية، المهمُّ فقط هو حُكْمُهم المضمونُ، والمؤمّنُ ولو تمَّ تدميرُ الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. وحين بدأ احتلال فلسطين لعبوا الأدوار المساهمة مع المحتلين، وحتى اليوم لم تمرَّ على الوطن العربي مؤامرة دولية إلا وكانوا سَدَنَتها، والأدوات المأجورة فيها. وآخر المطاف كانت ولا تزال أكذوبة ربيع الدم حتى يتم تفكيك الجغرافية العربية والتاريخ، ويُفْتَحَ المجالُ أمام المشروع الصهيوني ليصبح السيد المطاع في وطن تشرذم إلى إماراتٍ متنافرةٍ تعتاش على الرعاية الصهيونية لها كما هو واضح اليوم حين توفر إسرائيل كافة أشكال الدعم للإرهابيين على الحدود، وفي كل تواجد لهم على أرض سورية ولبنان والعراق، وبمباركة من هؤلاء المعنيين.
واليوم وقد أتى العام 2015 العام الذي يشير إلى معادلات جديدة على الأرض أولها معادلة الميدان حيث يتقدم الجيش العربي السوري البطل على كامل الجغرافية السورية ليخلّصَ شعبَنا من الإرهاب الدولي الذي ةا تزال قوى المؤامرة على بلدنا تدعمه، وتدّعي كذباً أنها تحاربه. وسقوط الطائرة الأردنية سوف يكشف عن أخطر الحلقات في الاستثمار الأمروصهيوني للحرب على سورية. ومع انتصارات الميدان تتبدل المعادلات في السياسة الإقليمية لتطال المعارضات السورية الموجودة في دول المؤامرة على سورية، ثم لتطال الموقف الأمروصهيوأوروبي بالآن ذاته. فالمعارضات صارت تتسرب لها القناعة باللّاجدوى من كل ما فعلوه بالأوامر الأمروصهيونية، وسُمعتْ منهم أصواتٌ تطالب بمحاكمة تركيا، وقطر على جرائمهما ضد السوريين. واليوم حين يستعد مَنْ في المعارضات لأن يشارك في المؤتمر الذي يُحَضّرُ له في موسكو، ولو كأشخاص دون أيَّ مُسمّياتٍ كيانية؛ والحلف الأمروصهيوأوروبي يوافق على مؤتمر موسكو، ولا تكون له التعليمات المعروفة، إذاً؛ إن معادلة الميدان أصبحتْ هي المحددَ الأساسَ في السياسة. ولم يعد نادي العدوان الدولي قادراً على تسويق كذبة ثورة على الاستبداد. ولم تعد أذنابه في المنطقة قادرة على تضليل الذين تم تضليلهم لزمن قصير؛ فالصورة انجلت أمام الشعب في سورية، وبدأت تشكيلات الشعب المساندة لجيشها تحسم الوجود الإرهابي في المناطق الساخنة، فإذا لم يستعجل الحلف العدواني بعقد المؤتمر إنْ في موسكو أو جنيف فقد يخرج هو وعملاؤه معاً من معادلة الحل السياسي فتصبح وطنيةً بالكامل أي على أرض الوطن ومن الوطنيين المخلصين فيه.
|