تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التصدع يضرب أركان التحالف الأميركي

متابعات سياسية
الأحد 4-1-2015
 فؤاد الوادي

فيما يواصل التصدع ضرب أركان التحالف الأميركي بمختلف دوله وأتباعه وأدواته بمختلف الأشكال وعلى كافة الأصعدة .. يواصل بالتوازي التخبط والفشل والشلل تمدده بسرعة مضطردة داخل جسم التحالف كنتاج طبيعي لجملة من المسببات التي يتربع على عرشها صمود الشعب السوري وجيشه البطل

بالإضافة إلى تلك الانقسامات والخلافات التي ضربت أطراف التحالف على خلفية توازع الأدوار والمكاسب والأطماع الفردية.‏

وفي ظل هذا كله لا يزال الإرهاب يلقي بظلاله السوداء على جميع تلك الدول التي لم تستطع حتى اللحظة رغم إجراءاتها الأمنية التي وصلت الى أعلى درجات الاستنفار والحيطة والحذر ان تغير بالواقع شيئاً أو حتى أن تفكك خلية إرهابية واحدة أو أن تعتقل إرهابيا واحداً سواء من أولئك الإرهابيين الذاهبين منها الى سورية والعراق أو العائدين إليها رغم علمها المسبق بهوياتهم وموعد خروجهم ودخولهم لان أجهزة استخبارات تلك الدول هي ببساطة من تقوم بإعدادهم وتهيئتهم وتدريبهم وإرسالهم إلى سورية والعراق .‏

الولايات المتحدة سيدة التحالف الأميركي هي المرآة الأبرز لتصدع التحالف برمته حيث لا تزال تكابر وتكافح لتغيير الواقع رغم تنامي الخلافات والانقسامات التي تضربها من الداخل والخارج على خلفية إستراتيجيتها لما تدعي انه محاربة الإرهاب والتي لا تزال غامضة ومجهولة الأهداف والغايات والتي تعكسها تلك الخلافات المتنامية بشكل مضطرد بين الرئيس الأميركي باراك اوباما من جهة، وبين الكونغرس ومعظم وزراء إدارته من جهة أخرى وهذا ما بدا واضحا خلال المرحلة الماضية التي طبعتها الفوضى والعشوائية والتصريحات المتضادة والمواقف المتناقضة والمتباينة بين الرئيس وأركان إدارته ،ولعل الإطاحة بثلاثة وزراء كان آخرهم وزير الدفاع تشاك هاغل يندرج في سياق هذه الخلافات والانقسامات الحادة داخل الإدارة الأميركية والتي عززت وجودها كحقيقة ثابتة داخل البيض الأبيض تصريحات الكثير من المسؤولين الأميركيين السابقين الذي غادروا البيت الأبيض والذين اعترفوا صراحة بفشل وخطأ وعجز سياسة بلادهم إزاء ملفات المنطقة والعالم.‏

أزمة الولايات المتحدة في ازدواجية معاييرها ومقارباتها الخاطئة لم تتوقف عند سوء إدارتها لملفات العالم الخارجية سواء في سورية أو العراق أو روسيا أو إيران بل انسحبت على ملفاتها الداخلية سواء الاقتصادية منها حيث بوادر ظهور أزمة اقتصادية جديدة تلوح في الافق، أو السياسية لجهة الخلل في تطبيق القوانين الإنسانية والحريات والديمقراطيات التي تدعي محاربة العالم لأجل تحقيقها وسيادتها ولعل أحداث مدينة فيرغسون الأخيرة التي لا تزال نيرانها تشتعل تحت الرماد تظهر هذا الخلل بوضوح شديد.‏

تركيا الداعمة للارهاب لم تكن بعيدة عن التصدع الذي يضربها من الداخل والخارج حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك جديد على صعيد الفضائح التي تعصف بالحكومة التركية سواء لجهة ملفات الفساد التي تزداد نمواً وضخامة أو سواء لجهة علاقة الحكومة التركية بالتنظيمات الإرهابية، ولعل أخرها ما كشفته قناة ( سكاي نيوز ) بالأمس حين عرضت أدلة جديدة وحقائق مثبتة بالصور عن علاقة نظام اردوغان بالتنظيمات الإرهابية حيث بثت القناة صوراً حصرية لها تظهر جنودا أتراكاً يتبادلون الحديث الودي مع إرهابيين من تنظيم داعش على الحدود السورية التركية لافتة الانتباه إلى أن الحديث بين الطرفين كان يجري أثناء تحليق طائرات التحالف الدولي ما يطرح المزيد من الأسئلة عن أهداف وغايات هذا التحالف وجديته في محاربة الإرهاب ، يأتي هذا بالتزامن مع ماكشفه موقع «ويكيليكس» الذي نشر وثائق جديدة عن علاقة «سي آي إيه» بتدريب الإرهابيين والعملاء وإرسالهم إلى دول العالم ، ومع ما كشفته من جهة أخرى صحيفة «الغارديان» البريطانية عن اتصالات سرية تجري بين مسؤولين أمريكيين بمكافحة «الإرهاب» و قياديين كبيرين بتنظيم «داعش» الإرهابي ، هذا بالإضافة إلى ما صرح به مسؤولون في البنتاغون الأميركي عن علاقة المخابرات الأميركية بإرهابيين في تنظيم داعش كانوا سجناء سابقين في معتقل غوانتانامو، ناهيك عن عشرات التقارير والتصريحات التي عززت تلك الروابط والعلاقات.‏

بقية أطراف التحالف لم يكونوا بمنأى عن الفضائح والانتكاسات التي تطالهم من كل جانب وتحديدا الأطراف الخليجية حيث يتأكد يوما بعد يوما عن علاقاتهم الإستراتيجية بإسرائيل رأس الإرهاب في المنطقة والعالم وعلاقاتهم بالإرهابيين، ولعل آخر ماتم الكشف عنه في هذا السياق هو ما أشار إليه موقع (ميدل ايست أي ) الإخباري البريطاني الذي كشف وجود خط طيران منتظم بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية ، وربما هذا يندرج تحت عنوان التحالفات الجديدة بين إسرائيل ودول عربية خلال المرحلة القادمة التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي مؤخراً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية