تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وللمعلم دوره في كل الظروف

مجتمع
الأحد 4-1-2015
رويدة سليمان

لانجافي الحقيقة إذا قلنا : كلنا مسؤول عن مساعدة الأطفال عقب وأثناء الأزمات والنكبات والحروب، ونخص الأطفال لأنهم لايستطيعون حماية أنفسهم لوحدهم عند حدوث طارئ ، ويتضخم شعورهم بالعجز عند فقدان أحد أفراد الأسرة أو قريب، مع تساؤل عفوي تطرحه عيونهم التي تحدق في حيرة وذهول : لماذا نحن ؟ لماذا يستهدفوننا في مدارسنا، في حدائقنا بسيارتهم المفخخة وقذائفهم العمياء؟

كيف يتجرؤون على الطفولة؟‏

الأهل والمربون والمدرسة مسؤولة ، وعليهم أن يكونوا قدوة أمام أطفالهم في مواجهة الخوف والتغلب عليه وإبعادهم عن مصادر الخوف والابتعاد عن تخويف الأطفال.‏

أولا المدرسة‏

مسألة التربية تبدأ أولاً في المدرسة والمؤسسة التربوية ترفد المجتمع بعناصره المؤهلة ، فلابد أن تهيئ لتلاميذها أسباب النجاح الحقيقي ، وأن تنمي لديهم الإعداد الجيد للحياة في جميع صورها ومناحيها، من هنا كان لربان العملية التربوية وسيد الموقف وهو من كاد أن يكون رسولاً المسؤولية الأكبر ، الأكثر فعالية في مساعدة الطلاب لتجاوز آثار الأزمة ومواجهتها بشجاعة وتحد ولا يجدي أي دعم نفسي واجتماعي للمعلم مع طلابه بوجود أزمة الثقة والتي تفرض على الطلاب طاعة مقنعة مفتعلة مؤقتة ، وبقدر ما يحب الطالب معلمه ويحترمه ، ينجح المعلم في اداء دوره المتميز في حماية الطفولة ، أطفال سورية والتي خصها تقرير منظمة الأمم المتحدة بالحصة الأكبر من ضياع مستقبلي ووصف عام (2014) بالعام السيء للطفولة، اكتفى بالوصف دون تشخيص الداء وتقديم الحلول الناجعة وتجريم المتهم . بيد المعلمين مستقبل ليس فقط الأطفال بل الوطن والأمة كما قال القائد الخالد حافظ الأسد ، لأنهم يبنون الإنسان والإنسان غاية الحياة ومنطلقها.‏

ولأن المسؤولية متكاملة أو العمل جاد للخروج بالطفولة من النفق المظلم قدم المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة نصائح وارشادات لمساعدة المعلم تقديم الدعم لطلابه في الأزمات والظروف الصعبة.‏

قوانين وأنظمة حتى في الظروف الصعبة‏

من الضروري أن يتعرف الطالب على قوانين وأنظمة المدرسة والالتزام بها حتى في الظروف الصعبة وضرورة المحافظة عليها إلا في حالات الطوارئ القصوى، فهذا يشعره أيضاً بالاستقرار والثبات.‏

وبإمكان المعلم التدخل للمساعدة باستخدام الاتصال غير اللفظي كتعبيرات الوجه ، فالوجه المبتسم يعطي إحساساً للطفل بالأمل والتشجيع والاهتمام بما يقوله أو يفعله، على خلاف الوجه العبوس الذي يعكس عدم الاهتمام والرفض ويخطىء المعلم عندما يقول لطالب «انس الأمر، لقد انتهى كل شيء الآن ، أنت بطل »وعوضاً عن ذلك يمكنه أن يقول مثلاً : «أفهم أنك حزين وأرغب في مساعدتك »‏

ومن المحاذير التي يجب الابتعاد وعنها ،قول أي شيء غير حقيقي أو واقعي مثلاً «أن القصف سوف يتوقف قريباً»‏

وإثارة آمال أو وعود وتوقعات يصعب تحقيقها، ولايقدم المعلم النصيحة قبل أن يطلبها الطالب ، وتجنب حثه على التحدث رغماً عنه ، بل محاولة إشراكه عن طريق توجيه أسئلة تدور حول أسوا ما اختبروه في الأحداث وعما يفعلونه لحماية ومساعدة أنفسهم أثناء وقوع الحدث وما يرغبون في عمله في الوقت الحالي ،وتفعيل الحوار المفتوح بعبارات تشجيعية ومتعاطفة وأدوار منتظمة تتيح لغالبية طلاب الصف المشاركة.‏

وعندما نتحدث عن المعلم فالحديث ينصب على الإنسان الذي وثق فيه المجتمع وأعده ودربه كي يربى أبناءه فهو بديل للوالد أو الأسرة فترة طويلة من النهار ، نقصد المعلم الذي لايحصر نفسه في المعنى الضيق المتعلق بالتدريس بل إن أثره يمتد مع طلابه إلى خارج المدرسة إلى الحديقة والشارع والنادي والملعب ، هو المعلم الذي ينحني له طلابه مهما كانت صفتهم المهنية (وزراء ، مديرون ، أطباء، مهندسون، قضاة ، معلمون ، تجار ، موظفون ...) ينحنون له إجلالاً وإكراماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية