تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين البدائل والتأقلم.. محاولة السوريين للشعور بالدفء

مجتمع
الأحد 4-1-2015
ريم غانم

دخلت الأزمة السورية عامها الرابع وحملت معها الكثير من المعاناة للكثير من الأسر السورية لكنها بالمقابل أكسبتهم عادات جديدة مكنتهم من التأقلم مع كل هذه الصعوبات ليصبحوا مضرب مثل لكل الأمم في الصبر والتحمل وحب الوطن , حيث تكيف السوريون الذين رفضوا مغادرة بلدهم مع واقعهم ووجدوا بدائل تساعدهم على العيش ضمن ظروف الحرب والحصار ومنها وسائل التدفئة خلال فصل الشتاء .

ظروف صعبة‏

ليس من الضروري أن تمتلك الكثير من المعدات لتحصل على التدفئة يكفي ان يكون لديك الفكرة والابتكار في ظل ظروف نقصان مواد التدفئة وصعوبة الحصول عليها تتحدث ام محمد ربة منزل وتقول لدي أربع أطفال وزوجي معظم وقته خارج المنزل بحكم عمله ويقع علي عبء تأمين حاجيات المنزل والدفء لأطفالي , لهذا اتجهت الى تأمين بدائل للتدفئة, وعليه قمت بجلب كيس من الفحم مع القليل من الأخشاب وأشعلتهم في منقل لكي يترمدوا خارج المنزل ووضعته في غرفة الجلوس بل وقمنا بشي بعض الطعام عليه, وقد نفعت هذه الطريقة وشعرنا بالدفء , نحن نمتلك ارادة الحياة للبقاء في الوطن وعلينا التأقلم مع كل الظروف الصعبة وأقوم بتعليم أطفالي هذه الأفكار لأنهم جيل المستقبل الذي سيبني الوطن من جديد .‏

تقنين‏

فيما يقوم ماجد بشير موظف وأب لأربع شباب معظمهم في مرحلة التعليم الجامعي بتقنين استخدام المازوت خلال النهار واقتصار استخدامه ليلا , باعتبار ان الجو في الليل يكون أبرد ومن الممكن تحمل البرد , المهم أنهم استطاعوا تدبير أمورهم والعيش ضمن الظروف المتاحة, وعدم مغادر البلد فهو يعلم أن هذه الأزمة أصابت الجميع من الكبار والصغار وعلى كافة الأصعدة, لذا تعلم السوريون التأقلم مع الموجود, ويضيف في حال عدم وجود مايشعرنا بالدفء نقوم باستخدام الأغطية علها تقينا بعض البرد .‏

إصرار‏

علمتنا الظروف الحالية تغيير عاداتنا ونمط الأشياء التي كنا نستخدمها وتعلمنا التقنين في كل شيء حتى التدفئة تقول راما سعيد أو البحث عن بدائل كالحطب والفحم ومدافئ الغاز وحصيرالكهرباء , أو ارتداء ملابس سميكة داخل المنزل , فهذه الظروف فرضت علينا ويجب تحديها والعيش ضمنها , فقد أكتفينا بوضع مدفئة واحدة في الغرفة الرئيسة في المنزل وفي حال وجدنا الوقود نقوم بتشغيلها ونجلس جميعا في نفس الغرفة فرغم قساوة المعيشة الا أنها أعطتنا القوة والإصرار لإكمال الحياة .‏

في المحصلة‏

لم تكن أي أسرة بمنأى عن مفرزات الأزمة السورية فاتجهت الى تبديل احتياجاتهم وماكانوا معتادين عليه , فالحياة تستمر ولن تقف عند أحد , لذا بدلت الإسر نمط احتياجاتها والعيش ضمن الظروف المتاحة, ليستحق كل سوري صامد في وطنه العيش بجدارة والتكريم على هذه الروح الوطنية فهم اختاروا البقاء والدفاع عن وطنهم بتقبل كل الظروف .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية