تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأم التي أحلم أن أكون

مجتمع
الأربعاء 21-3-2012
وصال سلوم

كل فتاة بأبيها معجبة هكذا قالت الامثال وكانت بحق تطبيقا عمليا لأغلب آراء الفتيات اللواتي ما إن تسألهن عن أقرب الأهل لهن كان الجواب سريعا بأن الاب هو المثل والقدوة والحب الاكبر له وهذا العادي والطبيعي ربما لأسباب نفسية أو فيزيولوجية تربط الانثى بأبيها أكثر من امها ..

والسؤال الثاني الذي بدر لذهني وأنا أرى بعيني ميل ابنتي لأبيها أكثر مني هل ستكون ابنتي نسخة مني ام أنها تتمنى العكس ؟؟ ولم أفاجأ وهي تشير لي وانا الام -الرؤوم- بإصبع النفي والقطع ...أبدا لن أكون مثلك !! ضحكت بيني وبين حديثها وحبست حزن غروري بيني وبين نفسي لأنني مدركة انها ردة فعل آنية وستتحول مع الزمن إلى تمسك بمزايا تراها موجودة في وأنا متيقنة أنها ستتعصب يوما لآرائي أنا وستكون مثلي ربما هو تمني وربما قراءة حديثة لصبية عمرها أربعة عشر عاما ستكون أماً يوما ما، لها شخصيتها المستقلة التي أزعم أنها ستكون مميزة..‏

واليوم كم هو حزين احتفالنا بأمهاتنا والوطن الأم يبكي ويشيع أبناءه كم حزين فعل العيد والعديد من الأمهات فقدن وثكلنا بأبنائهن ،الوجع كبير وغصتنا كبيرة أشعر اليوم بشعور كل أم فقدت ابنها وكل طفل يتم جراء غواية غوغاوية أفراد جهل قسموا ظهور أمهات ومازالوا يفجروا ويستهدفوا خاصرة وقلب الوطن الأم الأكبر اتمنى لسورية الخير في عيد الخير عيد الأم التي جعل الله الجنة تحت أقدامها ..‏

مرح محمد طالبة اعدادي تقول : الأم التي اتمنى ان أكونها تختلف عن صورة والدتي كثيرا لأنني اريد أن أوزع محبتي لأطفالي البنات والصبيان بالتساوي ولن أميز بينهم من أصغر الأشياء حتى أكبرها ولتبدأ من الحضن الصباحي إلى قبلة ماقبل النوم ..ولن أكون أما مسيطرة وقائدا عسكريا في المنزل فأنا لي شخصيتي التي تختلف عنها في هواياتي وموسيقاي المفضلة وألوان ثيابي ولن أفرض ذوقي عليهم سأجعلهم احرارا في قراراتهم وشغبهم حتى , ليكونوا هم لا نسخة عني وعن جدتهم .. أحب أمي كثيرا وأدرك تفانيها ووسع قلبها وحنانها من أجلنا لكنني في المستقبل سأكون أما مختلفة ..وعلى الرغم من أنها قالت لنا لا أريد هذا العام معايدة مبررة ذلك بوجود العديد من الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن هذا العام والكثير من الاطفال الذين تيتموا جراء ظروف استثنائية تعيشها سورية الأم .. هكذا بررت أمي وأنا من خلالها أطبع قبلة على جبينها وعلى جبين الأم سورية الحاضنة لكل أبنائها في يوم الأم.وأيضا كنانة أحمد تصر على استقلالية شخصيتها بعيدا عن النموذج الموحد لأمها وخالاتها ستكون أما مختلفة تقول : من الطبيعي انني أحب والدتي وأرى فيها الكثير من الميزات والصفات الجميلة إلا أنني سأرتكز في أمومتي على أخذ ماهو جميل منها من قلب كبير ورقيق وسأكون الأم الوقورة التي تحرص على مصلحة أبنائها وترشدهم إلى الطريق الصحيح إلا أنني سأترك لهم الحرية الخاصة باختيارمايشاؤون من أهداف ودراسة وعلاقات وصداقات..‏

سوما رمضان تمنت أن تكون أما مثالية مثل أمها بكل صفاتها الجميلة وقلبها الكبير حيث قالت : أتمنى لو أستطيع تقاسم الصفات الجيدة مع أمي فأكون مثلها تقدم الحب والحنان دون انتظار مقابل، وتفني نفسها لتلبية طلباتنا وتأمين حاجاتنا ..أمي عطوف حنون همها الوحيد إرضاؤنا نحن ووالدي وتأمين الراحة لنا وأتمنى بهذه المناسبة ايصال التحية لها في عيدها وتقبيل خدها ولن أنسى والدي الذي له الفضل الأول بوجود التفاهم والود بين عائلتنا فهو المصدر الأول للحب والحنان ..واتمنى ان أصبح أما يوما ما كما أمي يتمنون أطفالي أن يشبهونني يوما..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية