تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نقدر عطاءها.. وصبرها

مجتمع
الأربعاء 21-3-2012
أنيسة أبو غليون

صدق الشاعر في قوله هذا.. فمهما قيل عنها لن توفيها حقها أبداً ، فالأم ليست مدرسة فقط.. بل هي العالم بأجمعه.. فهي وراء كل تقدم.. وراء كل بطولة.. وراء كل تضحية وفداء..

وراء إعلان الحياة و استمراريتها وازدهارها.. فالجنة تحت أقدام الأمهات و هذا يكفي لمعرفة قدرها وشأنها، ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم.. فهي الحضن الدافئ و القلب الحنون، هي الروح الطيبة، و الكلمة الأجمل، هي كالبستان الذي نستظل تحت أشجاره.. نأكل من ثماره.. هي نبع الماء المصفى الذي نرتوي منه حين يحيط بنا جفاف المشاعر من كل المحيطين بنا لأنها نبع لايجف ولا ينضب.. هي الشمس التي تنير الدرب لتوجهنا للصواب، وتصحح المسارفي دروب الحياة.. هي كالبلسم للجروح تداوي و هي تتألم وربما لا تجد من يخفف عنها آلامها.. عطاؤها لا نهاية له تعطي و لا تنتنظر المقابل.. لذلك تتضاءل الكلمات أمامك خجلاً والكلمات و العبارات تكاد تكون صماء أمام عظمة صنيعك، و مهما فعلنا لن يساوي شيئاً لعطائك الواسع.. لن نقول إنك حملتي وربيتي و أرضعتي و سهرتي و تعبتي و تحملتي من أجلنا الكثير.. الكثير.. تخليت عن رغبات كثيرة لتحققي لنا رغباتنا، فما تقدميه لنا أكبر من ذلك بكثير.. لقد علمتنا أهم دروس الحياة و معنى الحياة.. ولم تكتف بذلك، بل كنت وما زلت لنا شمعة تحترق لتنير لنا دروب الحياة.. يأتي عيد الأم هذا العام حزيناً.. أمهات وطننا حزينات.. حزينات على ما ألمّ بنا.. حزينات على ما يتألم به الشعب بأكمله.. فالألم واحد لأن خيوط المؤامرات طالت الجميع.. فأمهات الثكالى في سورية العظمية بتن يضرب المثل بصمودهن وصبرهن و لم يعدن وحدهن يشعرن بمرارة الفراق والألم.. وليس أكمل الأمهات تلك الأم التي امتلأت في عقلها بصنوف العلوم و المعارف النظرية أو التجريبية، في حين أن القلب خواء مما ينفع وطنها و بيتها و أولادها أو يفيدهم.. إن مثل هذه الأم تحل بما تعلمت مشكلات، و تخلق مشكلات أخرى.، فليس نضج الأم كمثل هذا.. إنما الأم هي تلك التي تغرس وتنشىء أنفساً وعقولاً أيضاً ترضع أطفالها منذ نعومة أظفارهم حب الوطن و الإخلاص له.. و التضحية من أجله وبنائه و ازدهاره.. فالأم الحقيقة تدرك وتتفهم معنى التضحيات من أجل سؤدد الوطن.. لاكما الأم التي تدفع بأبنائها في غياهب الطرقات والشوارع المظلمة.. فشتان ما بين الاثنتين و المثل في ذلك كمن يعزف عزفة ثمينة و غالية من بحور العزة والكرامة و الشموخ والإباء، و بالطرف النقيض كمن يطفىء النور ليحل الظلام والفساد، ويلعن من بعده على مر العصور و الأزمان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية