|
|
و انتظرت ابنها مجتمع
فالأم هي العطاء الذي لاينضب والكرم الذي لا حدود له وهي أسمى شيء في الوجود فكيف إذا كانت هذه الأم قد ضحت بقطعة من جسدها وروحها ألا وهو ابنها فلذة كبدها... فكم من الأمهات اللواتي روت دماء أبنائهن أطفالا كانوا أم شبابا أم رجالا أشداء كل شبر من تراب هذا الوطن لتصبح كل قطرة دم منارة تنير للأجيال القادمة طريقا إلى العيش بحرية وكرامة . وكنت أفكر كلما رأيت قوافل الشهداء تتوالى أمام عيني على شاشة التلفاز وهم يحملون على الأكتاف وتستقبلهن الأمهات بالزغاريد وحفنات الأرز ممزوجة بدموعهن وقلبهن ينطق قبل شفاههن (ابني راح فدا الوطن ) وعبارة (عندي غيره وهم فداء الوطن ) والأمثلة لا تعد ولا تحصى عن أمهات الشهداء ،فمن أم الشهيد عمران رمضان شعبان إلى الشهيد باسم جبر عثمان وتتوالى أسماء الآلاف مثل يوسف إبراهيم خضور وأسامة حسن ووليد أنيس حمود وطارق حمد وباسل منون وبشار صبيحة وغيرهم الكثير وقد أثبتت الأم أنها أقوى وأشد من كل الأزمات، و زغاريدها رصاصة في صدور أعداء الوطن فالأم أجمل امرأة في الوجود ولكن أجملهن على الإطلاق هي أم الشهيد الذي روى بدمه الطاهرة تراب الوطن 00 الوطن الغالي الذي ترخص في سبيله الروح ونحن في ذكرى عيد الأم نحيي كل أم في بلدنا الحبيب فكم هي عظيمة هي الأم ، ولكن الأعظم هي أم الشهيد التي لم تكن ترى أمام عينيها المملوءة بالدموع إلا الوطن وهو عزيز شامخ فتحية حب وإجلال لكل الأمهات في عيدهن وفي كل مكان من هذا الوطن وفي أي موقع منه وألف رحمة على أبنائهن.... وسيمر هذا العيد... ولكن ليس كالأعياد السابقة فأغلب الأمهات قد فقدن أعزاء على قلوبهن سواء كان شقيقا أو زوجا أو أخا أو ابنا أو قريبا ولذلك سيمر حزينا عليهن ولكنه حزن ممزوج بالعز والفخر والكبرياء ليثبتن أنهن أوفياء لأمهن الأكبر سورية 0
|
|||||||||||||||||||||||||||||
