فصبراً أمي، لا تبكي، لأني إليك قسماً- عائد- لأهديك في عيدك أقحوانة بلون دمي المهدور، فازرعيها على نافذتك مع بشائر الربيع، ودعيني أنحني كل يوم، لأقبل عند الفجر يديك اللتين عجنتني في خبزك من كرامة، فارتشفيني أرجوك مع قهوتك الصباحية- شموخاً وانتصاراً.
أدعوك إلى الصبر أمي، لأنني لم أمت بعد، و أن لم تصدقي أطلي من شرفتك على جبل قاسيون، ألا تريني على صهوته باقٍ.
انظري إلى هذه الفيحاء ألا تجدين فيها ترياقي.. وتلك الشهباء إسرائي ومعراجي.. لا تبكي أمي، بل زغردي، وعانقيني كما عهدتك بطوق الياسمين ، لأني إليك آتٍ، قسماً بسورية، إني إليك آت .. آت..