قرارات كثيرة تتخذها القيادة الرياضية تدعونا للتفاؤل للوهلة الأولى ، وكلام معسول كثير يُسمعنا إياه مسؤولون في مواقع ومفاصل مهمة في رياضتنا ، حتى لنظن أن أنديتنا و ألعابنا ستقفز قفزات نوعية ، و أن رياضيينا ومنتخباتنا لن تغيب عن البطولات والدورات القارية والعالمية ، و أن أي مشاركة خارجية لن تمر دون ميداليات ومراكز متقدمة . لنكتشف بعد ذلك أننا نحلم ،لأننا آمنّا بالأقوال في غياب الأفعال ؟!.
هذه المقدمة كانت عندما سمعت بخبر تفعيل مراكز المنتخبات الوطنية في المحافظات ، وقد تذكّرت مشروع البطل الأولمبي الذي أطلق قبل سنوات ، وتفاءلنا به كمشروع يقدم لنا الأبطال المنافسين في أهم المحافل الدولية . ولكن هذا المشروع بقي حبراً على ورق ، ويبدو أنه صار من المنسيات وكأنه ذهب مع القيادة الرياضية السابقة ، رغم وجود أسماء منها في القيادة الجديدة ؟!.
الآن وقد تقرر الالتفات إلى مراكز المنتخبات الوطنية نسأل بعيداً عن الأسس التي وضعت لتقوم عليها هذه المراكز : هل وُضعت الميزانية المناسبة لإعداد لاعبي المنتخبات ؟، وهل يعرف أصحاب القرار أنه لابد من تفرّغ الإداريين والمدربين واللاعبين ، لتحقق هذه المراكز والمعسكرات التدريبية غايتها ؟ وبالتالي لابد من رواتب و أجور شهرية مناسبة و مريحة ، تجعل الجميع في المنتخبات مطمئنين مرتاحي البال ، مع التذكير هنا أن طبق البيض قد تجاوز المئتين وخمسين ليرة ، و كيلو الحليب بأربعين ،و السكر في السبعينيات ،و الموز تجاوز المئة ، وهذه أمثلة نذكّر فيها قادة الرياضة قبل وضع ميزانية إعداد المنتخبات ليقيسوا عليها .
بقي القول : إذا نجحت التجربة و كانت هذه المراكز كخلايا النحل حيوية ونشاطاً ، ماذا بعد ؟ وهل يكفي التدريب محلياً لصناعة أبطال عالميين قادرين على المنافسة ؟!.
mhishamlaham@yahoo.com