تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ظل الإرهاب .. أي عنف لم يمارس بحق المرأة ..؟!

مجتمع
الأحد 29-11-2015
غصون سليمان

لم تعد قضايا العنف ضد المرأة حالة جزئية أو مساحة تفصيلية في سجل الأحداث الحياتية، بل أصبحت وجبة ألم يومية تقدمها المرأة من روحها ونفسها بعدما ساهم الآخر وساعد حيتان الموت تقديمها قسرا ورغما على مائدتها الاجتماعية والعائلية والاقتصادية والثقافية والمعرفية..

إن العنف الواقع على المرأة بشكل عام في هذا العالم مترامي الأطراف والمرأة السورية بشكل خاص ، لم يعد مقوننا أو معروفا بمفهوم العنف اللفظي أو ظلم الزوج وجور الأب وعقوق الأبناء ..وإنما تخطى التفصيل كل الحواجز المنتهكة للحرية الشخصية والكرامة الإنسانية والعفة والحياء الذي يغلف جدار حياة الأنثى، المرأة ،الفتاة،السيدة كجزء من صفاتها وتكوينها ..‏

فالعنف الحاصل اليوم يمارس كل لحظة من قبل أبناء البشرية على أبناء البشرية أنفسهم لكن بسلوكيات وأفعال مختلفة تطورت أدواتها على التقليدية بعرف دول الاستعمار والأطماع القديم والجديدبحسب تكتيك الفكر والايديولوجيا وصياغة النظريات السياسية الغربية وغيرها التي تخفي بين سطورها رسائل الخبث الملونة والمقنعة بمفهوم الاستغلال الاقتصادي والاستعباد الاجتماعي وتشويه النوع المعرفي والجذر الثقافي ..‏

واليوم وبعد أن رأينا كيف أن بعض دول العالم تشكل المصنع الأكبر لأنواع العنف برمته تقف عاجزة أمام عجلة إيقاف زحف هذا الوباء ولاسيما في المنطقة العربية بعدما اختلت الموازين الأخلاقية وثقلت أوزار الأحمال التي قصمت ظهر و جوهر اتفاقيات منظمات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان والطفل والمرأة والسكان والتي أفردت لها مئات الصفحات والكتيبات وورش العمل واللقاءات والبيانات المنظمة في مواعيدها وغير منتظمة في شكل تنفيذها..‏

وإذا ما دخلنا في عمق العنف الحاصل على المرأة العربية في العراق واليمن فلسطين ولبنان والبحرين وليبيا والسودان عموما والسورية خصوصا لوجدنا أن كلمة العنف لا تساوي شيئا أونقطة في بحر الإرهاب المعنف لكل القيم التي يمتلكها من ينتمي إلى شريعة الآدميين فرأينا حالات السلخ والجلد والحرق والسبي وتقطيع الأوصال.واغتصاب القاصرات والعذارى وسبهن وشتمهن وتشريدهن في مخيمات الذل وبيعهن في بازارات العهر والرزيلة ، حتى إن مفردات اللغة الواسعة تضيق وتستحي من النعوت والأوصاف التي نحرت وذبحت وأغرقت عالم المرأة في ظلمات الجهل والفكر المتطرف من فصيلة القاعدة وتفرعاتها الداعشية الوهابية البغيضة ..‏

فالمرأة السورية،التي كادت أن تتجاوز وتعبر وترمي وراءها نسبة الثمانين في المائة من عتبات الفقر والأمية والجوع والحرمان والتخفيف من حالات العنف إلى أقصى درجاته بعدما وفرت لها الدولة بنظامها السياسي الوطني عبر الدستور والقوانين والتشريعات البيئة الصحية الايجابية لتساهم بدورها الفاعل في عملية التنمية والمشاركة في أن تكون حاضرة بكل المواقع وعلى جميع المستويات،حيث عبدت طريق علمها وتعلمها لتصبح رائدة في قطاعات التربية والتعليم واليد المنتجة في الحقل والمصنع والمعمل والمؤسسة والورشة والروضة وحتى إدارة المنزل ..‏

لقد بذلت الدولة السورية قصارى جهدها لتعليم الفتيات بمفهوم التعليم الكلي المعرفي الذي يوازن بين العقل والمنطق والضرورة وحاجات التنمية فكانت الحضانات ورياض الأطفال والمدارس بأنواعها والجامعات والكليات بفروعها المختلفة وأقسام الدراسات العليا لمعظم الاختصاصات ، ماجعل المرأة السورية سيدة حرة قوية مؤتمنة على حقوقها وواجباتها ، تكافح إلى جانب أخيها الرجل في ميادين العمل والتطور والإنتاج..‏

إلى أن جاء عصر الإرهاب واجتاح بأدواته القذرة حرمات الأمة مبددا قدراتها وطاقاتها وإمكاناتها الكبيرة والعظيمة فكانت الضحية الأولى العائلة السورية والعربية الأم ، الطفل، الزوج ، الأب ، الابن ،الأخ والأخت ،تلك الأسرة عمود المجتمع ..‏

فمتى ينتهي العنف من بنود حقول الإرهاب وتحترم اتفاقيات منظمات الأمم المتحدة وتنفذ مايتعلق من قرارات وترفع الصوت عاليا فيما يتعلق بحجم الأساليب الوحشية التي ترتكب بحق الأنثى والمرأة في منطقتنا العربية وغيرها من دول العالم‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية