تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيري .. حين يصف الانتفاضة بالإرهاب !!

متابعات سياسية
الأحد 29-11-2015
 دينا الحمد

كل اختراعات أميركا لمحاربة الإرهاب مضحكة وكل تحالفاتها لمكافحته تنضح منها روائح الكذب والدجل والتضليل ،

لكن ما يثير المرارة إلى حد القرف أن تذهب أميركا إلى الدرك الأسفل من تفكير العصابات والمجموعات والمنظمات الإرهابية فتصل بها الأمور إلى حد وصف الانتفاضة الفلسطينية بالخطوة الإرهابية والإرهاب الصهيوني (الموصوف دولياً بإرهاب الدولة المنظم) بالدفاع المزعوم عن النفس .‏

ومثل هذا التوصيف لم يخرج من مركز بحوث أو دراسات ولا من وسيلة إعلامية محسوبة على الإدارة الأميركية ، ولم يكن زلة لسان لأحد قادة السي آي أيه السابقين أو الحاليين كما اعتدنا على ذلك بل هو تصريح رسمي وعلني لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري أطلقه على الملأ أثتاء زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة .‏

فرغم كل الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني العنصري وتجاهله لمئات القرارات الدولية التي تدعوه للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان يأتي كيري ليدين في بداية الاجتماع مع نتنياهو ما اسماه (الإرهاب) الفلسطيني في الشوارع في إشارة منه لانتفاضة الفلسطينيين ضد الاحتلال .‏

كيري لم يكتف بالتماهي مع المحتل الغاصب والعنصري بل توجه للسفاح الصهيوني وهو يقول له حرفياً ‏ « لنبدأ العمل معا من اجل محاربة الإرهاب وتثبيت التهدئة المزعومة للأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية والقدس « مشيرا إلى أن لـ(إسرائيل) الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة العنف و(الإرهاب) الذي يتعرض له الصهاينة ومعرباً عن إدانته الكاملة لهذه الأعمال التي تزهق أرواح المستوطنين المساكين (المدنيين)!!.‏

والمفارقة الصارخة والمثيرة للسخرية أن كيري وهو يحاول قلب الحقائق وشرعنة الإرهاب الصهيوني بحق الفلسطينيين لم ير جرائم الاحتلال ولا احتلاله للأراضي العربية ولم يتذكر جرائم الإبادة الصهيونية بحق العرب ولم تحركه صور قتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد على أيدي جنود الاحتلال بل انحاز لها كما فعلت بلاده الولايات المتحدة الأمريكية آلاف المرات وهي التي تدعي رعاية حقوق الإنسان .‏

لقد كانت خطوة كيري حلقة في مسلسل الدعم اللامحدود الذي تقدمه أميركا لإسرائيل لوأد انتفاضة الفلسطينيين وتحميل الضحية الفلسطينية ذنب ووحشية المجرم الصهيوني الغاصب ، وقد اعتاد العالم على هذه السياسة التي تضع جانباً وبكل وقاحة معهودة الفظائع الإرهابية التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وعمليات الإعدام الميداني اليومي للأطفال والنساء برصاص حديدي مغلف بالمطاط يصوب إلى رؤوس الأطفال ليقتلهم أو يصيبهم بعاهة دائمة تخرجهم من الحياة الفاعلة والحرة والكريمة .‏

لقد تناسى كيري أن ما يقوم به الاحتلال من عمليات قتل تعد جريمة بحق الإنسانية وأن إدانته للشعب الفلسطيني على مقاومته للمحتل هي عملية قذرة تذكر بمن يدافع عن النازية والفاشية بكل وقاحة ، وكان الأجدر به أن يدافع عن المحتلة أرضهم واعتبار مقاومنهم للمحتل حق مكفول لهم بالقانون لكنه آثر دعم الغزاة المستوطنين وبهذا شجعهم وشجع الاحتلال على المزيد من عمليات القتل ضد الفلسطينيين وعلى رفع منسوب جرائمه وسطوته .‏

والواقع فإن كيري ومن خلفه في الإدارة الأميركية هم من شجعوا الكيان الإسرائيلي في بسياساته العدوانية التوسعية غير آبه بالقرارات الدولية وبالشرائع الإنسانية ، فلولا هذا الدعم لما استنفرت أدواته الإجرامية لقضم ما تبقى من القدس المحتلة وتهويدها استكمالاً لمشروعه العنصري المسمى ب « يهودية إسرائيل «وتفريغها من السكان العرب ، في وقت يصمت فيه المجتمع الدولي وتتفرج فيه الأمم المتحدة دون أي تحرك وتقدم فيه الولايات المتحدة كل أشكال الدعم المادي والسياسي لهذا الكيان الإرهابي .‏

ولولا ذلك الموقف الأميركي المتفرج على الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لما ارتكبت عصابات الاستيطان كل هذه الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين ، ففي أحسن الأحوال تطالب واشنطن نتنياهو بعدم استخدام القوة المفرطة وبمعنى آخر يقولون له استخدم القوة ولكن بشكل غير مفرط حتى لا نتعرض للحرج وهذا الموقف الأميركي المنافق هو ديدن السياسة الأميركية منذ نشأة الكيان الغاصب وحتى يومنا . ‏‏

ومن هنا ليس غريباً على جون كيري مثل هذه التصريحات التي تعتبر الانتفاضة المقدسية إرهاباً وتعتبر الإرهاب الإسرائيلي المنظم دفاعاً مزعوماً عن النفس !!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية