أردوغان.. صانع الشر
كواليس الأحد 29-11-2015 سليم عبود حدث سقوط الطائرة الروسية.. ليس عادياً، ولا يمكننا قراءته على أنه حادث عابر.. أو أن ثمة خطأ حدث ولم يكن مخططاً له. من قبل.. فالأمر أكثر بعداً في أسبابه، وسيكون عميقاً في نتائجه.. لأنه في الحقيقية، اندماج تركي معلن، وصريح مع قوى الإرهاب التي تمارس إرهابها على الساحة السورية، والعراقية، وعلى الساحة العربية عامة.. وأكثر من ذلك.. هو تحالف مع قوى الإرهاب ليس من قبل تركيا وحدها، وإنما من قبل شركاء لتركيا في حلف الناتو، فأي عمل يقوم به نظام أردوغان في المنطقة لايكون أحادياً، وخارج مساحات الضوء الأخضر الأمريكي..لأن تركيا الكلب المسعور الممسوك برباط إلى القبضة الأمريكية.. والسؤال: ما هي الأسباب التي تكمن وراء الحدث..؟
بعد نجاحات الروس مع القوات السورية في إطفاء مساحات واسعة من الحريق الذي أشعله الغرب في سورية.. والذي كان لأردوغان اليد الأكثر طولاً بحمل أعواد الثقاب لإشعاله، وبعد ضرب المئات من صهاريج النفط التي تحركها داعش إلى تركيا برعاية أردوغانية، وبتقاسم مالي مع ابن أردوغان المدعو بلال.. المعروف بصفقاته التجارية مع الكيان الصهيوني.. وبعد ضرب الطيران الروسي قوافل الإمداد العسكرية التي تعبر من تركيا إلى مناطق داعش، وبعد الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس بوتين إلى إيران، وعقد مجموعة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية التي تجعل من التقارب الإيراني الروسي جداراً قوياً في وجه المشاريع الغربية والأحلام الأردوغانية العثمانية.. والغربية.. وبعد تقدم القوات السورية على امتداد المناطق السورية المحاذية للحدود مع تركيا.. وضياع أحلام أردوغان بقيام منطقة عازلة، وفشله بإيجاد جيش عميل له في هذه المنطقة «كما فعلت إسرائيل في الجنوب اللبناني، وكما تحاول إسرائيل أن تفعل على أطراف الجولان المحتل.. جاء حدث إسقاط الطائرة الروسية بكمين غادر مخطط له من قبل.. وبتنسيق مع الغرب.. فليس لأردوغان الجرأة بضرب الطائرة الروسية خارج الموافقة الأمريكية.. الرواية التركية كما عرضها أردوغان وعصابته ليست صادقة.. وليست كما قدمها ويقدمها جماعة حلف الناتو.. فسواء اخترقت الطائرة الروسية الأجواء التركية، أم لم تخترقها.. فليس ثمة مبرر لقيام الطيران التركي بضربها.. وهي التي تضرب مواقع الإرهاب داخل الأراضي السورية.. ولم تقم بضرب مواقع الإرهابيين داخل الأراضي التركية، كما تفعل تركيا التي تقوم بضرب مواقع حزب العمال الكردستاني في داخل العراق.. وهذا يعني أن الحدث لم يكن مصادفة.. ولم يكن بذريعة الدفاع عن الأجواء التركية التي لم تنتهك.. لهذا اعتبر الرئيس بوتين أن التصرف التركي طعنة في الظهر.. لا شيء في سياسات الدول يأتي مصادفة.. أو وليد لحظته.. فالغرب راح يشعر بجدية الموقف الروسي في محاربة الإرهاب.. وإن تلك الإطالة المتعمدة من قبل الغرب في إطالة زمن الإرهاب.. راح يتصدع تحت وقع ضربات القوات السورية وبسالتها عبر دعم روسي وإيراني..وهذا يعني تغييراً في قواعد الاشتباك السياسي والعسكري في المنطقة.
إن إسقاط الطائرة الروسية يدخل المنطقة في أتون اشتعال من نوع آخر.. قد تمتد ناره إلى المنطقة كلها، وربما إلى العالم كله.. وهذا الأمر لايجزع له أردوغان أبداً.. لأنه يريد أن يحول العالم إلى بركة دم على طريقة «نيرون» روما.. ويمكننا القول إن حلف الناتو يدرك عقدة جنون أردوغان.. فدفع به الى افتعال هذا الحدث كبوابة إلى مزيد من الحرائق.. لكن صلابة الموقف الروسي وشجاعته.. وإدخال صواريخ ال400 إلى سورية.. وتحشيد السفن الحربية قبالة الشواطئ السورية.. افهم تركيا.. والغرب.. أن من يلعب بالنار السورية.. وبروسيا.. ستحرق أصابعه.
|