بعد العمليات النوعية لوحدات الجيش العربي السوري كانت السيطرة كاملة على جبهة عريضة لمنطقة الجب الأحمر.. مساحات واسعة حررت.. والجبال المشرفة كللت بجباه أبناء الحياة.
تأتي أهمية جب الأحمر الاستراتيجية كونها عقدة طرق كاملة لثلاث محافظات هي حماه، إدلب، واللاذقية، مع الحدود التركية. ولا تزال العمليات مستمرة لتطويق بلدة سلمى وربيعة بالتكامل مع المناطق المحررة في الريف الشمالي كاملاً.. وقد اعتمدت القوات المسلحة التكتيكات العسكرية بما يتلاقى مع التضاريس القاسية والوعرة المغطاة بالغابات الحراجية فكانت السيطرة على عشرة كيلومترات وعمق خمسة كيلومترات والتي تتضمن جب الأحمر جب الغار وكتف الغنمة وكتف الغدر كتف اسكندر وكتف الدبيبة والزينونة والرشوانة وقرية المركشلية والجبال المتتابعة حتى التلة السادسة مع قرية الماموهية وتلة المحروقة وتل حسونة وتلة السيريتل. النقطة 1112 المحصنة بخنادق صخرية حررت وهي النقطة الأقرب إلى إكباني المشرفة على منطقة سلمى التي اعتمدها الإرهابيون مركزاً لهم منذ بداية الحرب على سورية..
خلال جولة واسعة للإعلاميين للجبال المحررة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي قال ضابط ميداني: نفذنا أعمالاً قتالية شرسة في منطقة جب الأحمر فقد تم السيطرة على مناطق استراتيجية للمسلحين نتيجة قطع خطوط الامداد الواصلة بين الحدود التركية باتجاه محافظة حماه والمناطق المجاورة وهي منطقة عبور للأسلحة والمسلحين الإرهابيين من جنسيات أجنبية. وأدى قطع خطوط الإمداد المتواصلة مع الحدود التركية من الجهة الشمالية باتجاه الداخل إلى كسر المسلحين في أرض ميدان المعركة، وتستمر وحدات الجيش والقوات المسلحة بعملياتها العسكرية التي حققت أهدافها بزمن قصير، ونتيجة السيطرة على مواقع حاكمة ومشرفة من الريف الشمالي الشرقي ابتداءً من النقطة الرابعة والخامسة والسادسة وصولاً إلى قرية الماموهية وكتف اسكندر وتل المحروقة أصبحت العمليات الهجومية لوحداتنا العسكرية تنجز بيسر. ولكن بقي القليل من التلال التي يتحصن بها المسلحون ويقنصون قواتنا منها.
وأضاف: التنظيمات الأكثر تواجداً في هذه المنطقة هي «داعش» والتي ينتمي إليها مسلحون من جنسيات مختلفة كالشيشانيين، الأتراك، والقوقازيين حسب ما ظهر من جوازات السفر التي عثر عليها بحوزة الجثث المتناثرة في ميدان المعركة.
وقال ضابط ميداني آخر: استخدمت التنظيمات أسلحة بأنواعها الخفيفة والثقيلة مستوردة من الدول التي صدرت الإرهاب إلينا وبعضها القليل تصنيع محلي ولكن بتقنية جيدة ضمن معامل بواسطة مخارط كبيرة، فقد تم تدمير دبابتين لهم في موقعي «كتف الغنمة، وكتف الغدر» وتركوا الكثير من مرابض الهاون بمدى 4-4.5 كم موزعة على مساحة واسعة ضمن الغابات، مع مدافع جهنم التي زرعت بجوار الطرقات وأمام المنازل والمدرسة هناك..
في حديث أحد القادة الميدانيين أوضح قائلاً: التقدم ملحوظ في المحور الشمالي الشرقي لريف اللاذقية وقد عمل عناصر الجيش لتحرير هذه المناطق بكافة السبل: أسلحة الثقيلة ومساندة الطيران الروسي الصديق، وأخذوا الأعداء على حين غرة في خنادقهم عند ساعات الصباح الأولى فوقعوا بين القتلى والجرحى وفرّ العديد منهم إلى الحدود التركية.. وكان المسلحون قد زرعوا الألغام والعبوات الناسفة في الغابات وربطوا القنابل الدفاعية بسلاسل إلى الأشجار لتكون كمائن متفجرة لقواتنا، كما حدث في معارك «رويسة جامو» و»بور عبد اللـه»وبين أن فصائل من الجيش التركي تشارك بالمعارك.
وتابع مستذكراً: هجم المسلحون في عام 2011 من الحدود التركية إلى قريتي عكو والمرانة وحرقوا فيها 13 منزلاً وهجروا أهالي القريتين ثم تصدينا لهم بكمين وقتل الكثير منهم لكن بعد فترة وجيزة هجموا بأعداد كبيرة وسيطروا على هذه القرى لأنهم يعرفون أهمية المنطقة الاستراتيجية ليتحصنوا فيها، الآن تم تحريرها من دنس هذه المجموعات ولن يتمكنوا من العودة إليها.
ومن المثير للدهشة تخزين المسلحين لصناديق التفاح المقطوفة من حقول تلك الجبال، وتخميرهم الكثير من هذه الثمار في البراميل. كما عثر على الكثير من المواد الغذائية المقدمة كهدايا من السعودية وقطر وتركيا. وكذلك عثر على ملحقات معدات الخاصة بالبث الفضائي والانترنت مرسلة من السعودية.
من كل بقعة من بقاع سورية اجتمعوا انهم أبناؤها الأوفياء الذين جاؤوا لتحرير ريف اللاذقية الشمالي من دنس المجموعات الارهابية المرتزقة.. يزرعون الأمل بالضحكة رغم بعدهم عن أهاليهم الأحبة لسنوات.. البعض منهم يترك جرحه من شظية بلا علاج لأن الوقت للعمل وتحرير الأرض ومن ثم لمداواة الجروح. العديد يحضر الشاي التي تعبق بفضاء المكان لأخوتهم بمواقعهم الهجومية.. يطهون مما توفر لديهم، من أدوات.. أنشأوا الموقد ومما توافر من مواد يطهون أطيب المأكولات بنكهة الصبر مفركة البطاطا الشهية بطعم الحطب.